سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حفيد «عرابى» يرتدى بذلة الزعيم..ولكن من أجل "إحياء الأفراح" «محمد»: أعمل خراط حديد.. وانتخبت «شفيق».. وثورة يناير اتغدر بيها زى ما غدروا بجدى.. وبيوت القرية كانت ملكاً للزعيم.. ودلوقت بنطلب شقة من المحافظ محدش بيعبرنا
داخل تلك الحارة الضيقة بقرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، تسأل عن بيته.. تختلف ردود الجيران.. فمنهم من يرد متسائلاً: «بتاع الخديوى؟»، وآخر يرد «دول مشيوا من زمان وراحوا مصر». بينما قلائل من يعرفون مكان هذا البيت الفقير الذى يسكن فيه واحد من أحفاد الزعيم المنفى الراحل. «اسمى محمد السيد عرابى، بشتغل خراط حدايد، وعرابى يبقى جدى لأمى وأبويا لأنهم عيلة واحدة»، هكذا يرد حفيد الزعيم أحمد عرابى المقيم فى القرية، عن نسبه وأصله، لا يمتلك من ملامح جده شيئاً، أو هكذا يبدو من الصور القليلة التى تمجد مواجهته الشهيرة مع الخديو توفيق، فالزعيم كان يتمتع -حسب صوره- بجسد قوى طويل وممشوق، نظرة حادة وشارب يضفى على ملامحه مظهر الرجولة والشدة، بالإضافة إلى البذلة العسكرية الرسمية، وفى المقابل ورث حفيده ملامح الفقر والهم وضنك العيش؛ بجسد نحيل وجلباب أبيض، ورأس فقد نصف خصلات شعره بحكم الزمن، وبيت متواضع يمتلك فقط أساسيات الحياة، حتى البدلة الوقورة التى ميزت صور الزعيم، يرتديها حفيده «عبودة» ليُحيى بها «الزفة» فى الأفراح. «أنا كل طلبى شقة من المحافظة، أو يوظفنى فى بيته» هكذا تنحصر أحلام محمد، الذى يحكى بفخر عن تاريخ جده الذى كان يمتلك القرية كاملة «كل البيوت دى كانت لجدى عرابى علشان يستقبل فيها الثوار بتوعه ودلوقتى لما بنطلب شقة واحدة من المحافظ محدش بيعبرنا». معلومات حفيد الزعيم عنه لا تزيد كثيراً عما يعرفه العامة «وقف فى وش الخديوى وقال له لقد خلقنا الله أحراراً ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً، كان راجل بجد وواجه اتهامات كتير». ثورة الجد ورفضه للظلم، لم تنتقل بالضرورة للحفيد الذى يتحدث عن ثورة يناير بأنه «مش مقتنع بيها»، عدم ترحيب الحفيد بالثورة الجديدة لا يأتى من فراغ بحسب قوله «الأول كنت مع الثورة، ونزلت وقلت يسقط حسنى مبارك، وطالبت بعيش وحرية وعدالة اجتماعية، لكن بعد الثورة بسنة ونص إيه اللى حصل؟ ولا حاجة، الوضع رجع زى الأول بل أسوأ»، ورغم كل ذلك فإن محمد يرفض كل الاتهامات التى وُجهت للثوار «عمالة وتخوين وأجندة، الخديوى قال كده برضه على جدى وشوه سمعته، والثوار اتغدر بيهم زى ما اتغدر بجدى عرابى». فى انتخابات الرئاسة، كان الفريق أحمد شفيق هو اختيار الحفيد فى الجولتين الأولى والثانية، لأنه «عسكرى» مثل جده «أنا اللى يهمنى تأمين الحدود، وشفيق عسكرى وكان هيقدر يحمى مصر من إسرائيل، أما عن الأمن الداخلى، فإحنا ممكن نحمى بعضنا من غير ما نحتاج لحد، ده غير إن شفيق طيار وممكن نشيله، لكن الإخوان محدش يقدر يشيلهم، خاصة أنهم بيدوروا على مصالحهم فقط». ما يتذكره الحفيد من روايات الأجداد عن عرابى أنه تزوج 12 امرأة، من مصر والسودان وإثيوبيا وسيلان وغيرها من المدن، وله عشرات الأبناء والأحفاد «جزيرة سيلان اللى اتنفى فيه لسه بيحتفلوا بذكراه حتى الآن، ووالدى الله يرحمه سافر مرة هناك علشان يحضر احتفال بذكراه، وقال لى إن كل الناس هناك بتحبه وتفتكره، على عكس مصر، عرابى اتنسى فيها ومخدش حقه». يضع الحفيد جده فى مصاف الرؤساء مثل جمال عبدالناصر والسادات، ويقارن بين حاله وحال أبناء هؤلاء الرؤساء: «شوفى ولاد ناصر والسادات فين دلوقتى، وإحنا فين؟». يعمل محمد لمدة 12 ساعة يومياً، وما يتحصل عليه شهرياً لا يزيد على 800 جنيه فقط، يصرف بها على نفسه وزوجته وأبنائه الثلاثة: سلطان وعمار ومريم، «غير مصاريف العيال، أنا بصرف من جيبى بتاع 200 جنيه كل شهر علشان استقبل السياح اللى بييجوا وعايزين يشوفوا بيت عرابى اللى اتحول متحف، واجب الضيافة والكرم، ونفسى المحافظ يستجيب لطلبى أنه يشغلنى فى المتحف بتاع جدى بدل ما فى 40 موظف شغالين فيه ولا يقومون بدورهم على الوجه الأكمل». أخبار متعلقة: «الشرقية».. أرض الخيل والكرم هنا قرية «الوسية».. عبيد أراضى الباشوات احبس أنفاسك..أغمض عينيك..تقترب من محافظة «مكامر الفحم» «صان الحجر».. آثار ملقاة على الرمال تنتظر من ينتشل "التاريخ" «تل بسطة»...هنا كان يعيش إله المرح والسعادة والراحة «بهاء» يدلل أحصنته ب«الحضن والطبطبة».. والفول ممنوع «عشان التناحة» «بحر البقر» ..رحلت طائرات العدو..وبقيت "ألغام" الإهمال «القرين».. بلد الفول السودانى «أباً عن جد» «أكياد»: تتحدث عن نفسها بفخر:"إحنا اللى عزمنا القطر على الفطار"