قال اللواء أركان حرب محمد الغبارى، مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن القوات المسلحة التركية مقبلة على صدام مع «أردوغان»، لافتاً إلى أن جيشاً واحداً من أصل 7 جيوش تتضمّنها تركيا تحرك فى الانقلاب الأخير، وأن رد فعل «أردوغان» أشعر الجيش بالإهانة، مما سيدفعه إلى الثأر، مضيفاً أن عدم شنّ الجيش عمليات، رداً على هجمات إرهابية قام بها حزب العمال الكردى، يعتبر دليلاً على أنه غاضب من إهانة الميليشيات له، محذّراً من أن إضعافه ستكون له آثار سلبية على أنقرة، قد تصل إلى الهجوم عليها من 5 دول. مستشار مدير «أكاديمية ناصر» ل«الوطن»: «30 يونيو» ملحمة كبيرة لم تشكف تفاصيلها الكاملة بعد والجيش حافظ على مصر من أخطار جسام. وأشار «الغبارى» فى حوار خاص ل«الوطن»، إلى أن «أنقرة» قد تحتاج إلى جيلين كاملين لبناء جيش جديد بالكفاءة نفسها لجيشهم المتقدم حالياً، مثلما يهدف «أردوغان»، مشدداً على أن عمليات الأخونة التى أجراها «أردوغان» لن تمنع الصدام المقبل بينه وبين قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خصوصاً مع سعيه لتعديل الدستور للانتقاص من صلاحياتهم، موضحاً أن الدستور يُقنّن الانقلابات العسكرية، بأن منح الجيش الحق فى تعديل مسار الدولة لو حادت عن «العلمانية». وإلى نص الحوار: ■ هل شارك الجيش الأول فى محاولة إفشال الانقلاب؟ - قوات الجيش الأول سيطرت بعدما فشل الانقلاب، لكن ليس قبلها. ■ معنى ذلك أن الجيش الأول كان مؤيداً للانقلاب بظهوره عقب فشله.. أم ماذا؟ - هو لم تكن لديه أوامر باستخدام القوات، وبالتالى لم يتحرّك، وذلك لأنه ألقى القبض على رئيس الأركان الذى يُصدر الأوامر. ■ لكن دائماً ما يكون هناك تنسيق بين قادة الجيوش وبعضهم.. فلماذا لم يُنسّق الجيش الثالث مع الأول إذاً؟ - لا أستطيع أن أجزم بذلك، لكن لا يوجد انقلاب يقوم دون القبض على العناصر الرئيسية التى تحكم البلاد؛ فمثلاً ثورة 52 حينما قامت، حاصر «الضباط الأحرار» القصر، ووزارة الحربية، وألقوا القبض على القادة، وفى ثورة التصحيح قام الحرس الجمهورى بالقبض على كل القادة خلال ساعة، بمن فيهم كل عناصر القوة، وهو ما لم يحدث فى الانقلاب التركى. ■ بماذا تفسر تركيز جميع الصور، والفيديوهات الخارجة عن الانقلاب، وكونها من جسر «البسفور»؟ - لأن هذا الجسر يربط شرق وغرب إسطنبول، وهناك أكثر من جسر مهم لديهم، لكن شرق إسطنبول بها هضبة الأناضول التى يوجد بها الإسلاميون المؤيدون ل«أردوغان»؛ وحينما احتلها الجيش الثالث كانت تريد عزل الإسلاميين عن باقى المناطق بتركيا. تركيا بحاجة إلى جيلين كاملين لإعادة بناء قواتها المسلحة حال هدمها.. وإضعاف الجيش سيظهر أعداء جدداً لها ■ إذاً لماذا لم يستطيعوا عزلهم والسيطرة؟ - هناك روايتان تتردّدان فى تركيا بهذا الصدد، الأولى أن الإسلاميين الذين قدموا من المدخل الشرقى زحفوا على الدبابات بالطوب، ولم يكن لدى الجنود أوامر بإطلاق النيران، حتى قدموا لهم ومثلوا بهم، والرواية الأخرى أن الطيران هو الذى حسم المعركة، وما ظهر بالتليفزيون التركى لم يكن سوى المدخل الغربى للجسر، عدا لقطة واحدة لم تظهر، ثم وجدنا آثار معركة حدثت، وانتصرت فيها الميليشيات الإسلامية التابعة ل«أردوغان».