ابتعد عن ميدان التحرير، واختار أن يعقده مؤتمره الصحفى بفندق جي دبليو ماريوت القطامية، ليعلق على سير الأحداث فى مصر بعد محاكمة القرن، التى لم ترض أهالى الشهداء ولا القوى السياسية فى مصر، ليعود ميدان التحرير للتظاهر والامتلاء عن آخره بعد أشهر من الانشغال بالانتخابات الرئاسية. وجّه الفريق أحمد شفيق غالب كلمات خطابه للهجوم العنيف على جماعة الإخوان المسلمين، واتهامهم بأنهم جزء من النظام القديم، وأنهم عقدوا صفقات مع الحزب الوطنى فى الانتخابات البرلمانية فى 2005 و2010، وأنهم يريدون إعادة عقارب الساعة للوراء بمحاولاتهم الظاهرة للوصول للسلطة. لم ينس شفيق أن يغازل ويطرق قلوب وعقول الأقباط وعائلات ضباط الجيش والشرطة والفلاحين وسائقي التاكسى الأبيض، حيث وعد سائقي التاكسى الأبيض والفلاحين حال وصوله لكرسى الرئاسة بإسقاط الديون التى أثقلت ظهورهم، وجعلت ليلهم كنهارهم فى بحث دائم عن المال، علاوة على الاهتمام بالقطن والقصب وتوفير الأسمدة. أشرف، فى عامه ال47، يعمل سائقا على تاكسى أبيض، أعطى صوته لحمدين صباحى فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لاعتقاد أنه يمثل روح هذه الثورة التى تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ليقرر أن يقاطع الانتخابات بعدما وصل لقمتها المرشح الإخوانى محمد مرسى، وأحمد شفيق المحسوب على النظام القديم، لكنه عاد ليراجع نفسه بعدما سمع وعود شفيق فى خطابه عصر اليوم بإسقاط الديون عن كاهل سائقي التاكسى الأبيض. يقول أشرف "لما حد يوفر لى 60 ألف جنيه، كل شهر بدفع ألف جنيه، مش عيالى أولى بيهم"، وعلى الرغم من سيل الاتهامات بالفساد التى سمعها وقرأها عن شفيق، إلا أن أشرف، عائل الأسرة المكونة من الزوجة وخمسة من الأولاد، أكبرهم فى الصف الثانى الثانوى، والأصغر فى الثانى الإعدادى، يرى أنه مضطر رغم أنفه لانتخاب شفيق "الواحد فى عرض مليم". فوزى عاشور، مزارع ومهندس زراعى بمحافظة البحيرة، فى بداية الخمسينات، منعه الحريق الذى شب فى أرضه من التصويت فى الجولة الأولى من الانتخابات، صوته كان سيذهب للمرشح عمر موسى، لكنه قرر أن يختار أحمد شفيق فى جولة الإعادة على أمل أن يصدق وعوده بإسقاط الديون عن الفلاحين. يقول "هى الديون مش كتيرة أوى، محدش مظلوم فى البلد دى زى الفلاح، الموظف حالته كويسة، زرعوا القطن ومعرفوش يبيعوه، الكيماوى بيأخدوه بالقطارة"، متمنيا ألا يخيب أمله فى وعود شفيق، كما خاب ظنه مع مجلس الشعب، "كنا بنقول مجلس الشعب هيعمل، وأهو ماعملش أى حاجة، نفسى شفيق يصدق ومايكونش بيعمل دعاية انتخابية"، يضيف معجبا بوعد شفيق بعدم إزالة البيوت التى بنيت على الأراضى الزراعية "كويس أنه هيوصل لتسوية مع مخالفات المبانى، بكده هو بيعمل دخل إضافى للدولة، وكده كده الأرض دى مش هينفع تتزرع تانى"، يضيف "طالما هيهتم بينا يبقى هو الأولى".