"مريض بالقلب والسكر، وكان جاي علشان ياخد علاج كل أسبوع من عندي، واتقبض علية وهو في الطريق"، بهذه الكلمات البسيطة، التي تخللها الحزن والأسى، بدء الصيدلي محمد فاروق، زوج شقيقة حسن شعبان إبراهيم، الذي توفي بسبب غيبوبة سكر داخل محبسه في سجن برج العرب، "علشان مريض ومقدرش يجري، اتمسك عشوائيا أثناء الاشتباكات، ودخل السجن مباشرة من غير ما يروح القسم". الصراخ والبكاء يسيطر على الأجواء في مشرحة كوم الدكة، في انتظار استلام الجثة، أسرته وأقاربه وعشرات النشطاء السياسيين. ويتابع "فاروق"، "الثورة كانت سودة علينا، سودة على الفقراء، المأمور رفض ينقلة للمستشفى، ورحنا للنائب العام، إدانا جواب رسمي علشان يتنقل للمستشفى علشان يتعالج، ولما رحنا للمأمور اللي مكناش عارفين نقابله، لقيناه مستنينا، وبيقول لوالدته، البركة فيكي ياحاجة، وبيديها 100 جنيه". وعن حالة حسن شعبان الصحية، قال "كان عنده عملية في القلب متأجلة، لما بتجيله الغيبوبة لازم يتنقل للعناية المركزة علشان مرض قلبه، بياخد كل يوم جرعتين أنسولين الصبح 30 وجرعة 20 باليل، ومكنش بياخد العلاج وهو في السجن، عملتلنا إيه الثورة، قمنا بثورة وجات على دماغنا". حسن شعبان إبراهيم، المواطن المريض بالسكر والقلب، البالغ من العمر 36 عاما، والذي تم القبض عليه عشوائيا أثناء أحداث اشتباكات قسم شرطة سيدي جابر، كان يعمل فرانا في محافظة بني سويف، ومنعه المرض عن العمل، متزوج ويعيش مع زوجته ووالدته على معاش والده 160 جنيه، توفى إثر إصابته بغيبوبة سكر، بعد إهمال من إدارة السجن في إسعافه ونقله إلى المستشفى حسب اتهامات أسرته، وكما أكد جميع أقاربه، على حسن خلقه، وأنه ليس له سوابق، ولا ينتمي لأي حركات سياسية. في نفس السياق، تجمع العشرات من النشطاء السياسيين في مشرحة كوم الدكة تضامنا مع أسرته، وقال عمرو خليل، عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل الجبهة الثورية، إن القوى الثورية بالإسكندرية تسعى الآن للخروج بجنازة شعبية من مسجد القائد إبراهيم. وأوضح أن هناك مخاوف عن حدوث اشتباكات بعد تردد أنباء عن نية عبد الرحمن عز وأنصاره بصلاة الغائب على أحد شهداء الإخوان الذي استشهد بسوريا في ميدان القائد إبراهيم.