قال الدكتور نصر السيد، ، إن غياب المعلومات والبيانات لدى المهاجرين من الأطفال والشباب، من أن بعض الدول الأوربية تعاني الآن أزمات اقتصادية وارتفاعا في معدلات البطالة، يجعل الكثير من هؤلاء لا يجدون فرص عمل، الأمر الذي يجعلهم يفكرون في العودة مرة أخرى إلى الوطن. وأشار إلى أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية للقاصرين المصريين المسافرين بدون صحبة إلى إيطاليا سجلت أرقاما مقلقة في السنوات الأخيرة، فطبقا للتقديرات التي صرحت بها الحكومة الإيطالية، يشكل القصر الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18عاما نسبة 41% من أصل 2281، هم إجمالي المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة وصلوا إلى إيطاليا عام 2012. جاء ذلك خلال افتتاح السيد للمرحلة الثانية من حملة توعية الشباب المصري بالهجرة الشرعية وبدائلها بمحافظة الإسكندرية، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، وبحضور ممثلي الوزرات المعنية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين الإسلامي والمسيحي. وأضاف الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أنه في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وإيطاليا في كافة المجالات التي تستهدف المصلحة المشتركة، باعتبار هذا دعم للتعاون بين شمال وجنوب البحر المتوسط، يتم تنفيذ مشروع تعليم وتدريب الشباب المصري وحملة توعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، تهدف إلى زيادة الوعي بمزايا الهجرة الشرعية والأخطار الناتجة عن الهجرة غير الشرعية، وتأكيد أن اكتساب المهارات المهنية واللغوية من شأنه تعزيز فرص الشباب المصري داخل وطنهم وخارجه. وأشار إلى ضرورة رفع وعي الشباب بخطورة طرق الهجرة غير الشرعية، وإشراكهم في اتخاذ القرار الذي يناسب مستقبلهم بعد توفير البدائل المناسبة للهجرة، مشيرا إلى صعوبة القضاء على هذه الظاهرة رغم كافة الجهود التي تُبذل، وأن النجاح سيتحقق بالعمل والمشاركة مع كافة الجهات المعنية، لافتا إلى أنه بموجب القانون الإيطالي يتم تبني القاصر المهاجر في دور رعاية، وهذا هو العامل الأساسي في تشجيع الشباب القصر على خوض هذه التجربة، مشددا على أهمية دور رجال الدين الإسلامي والمسيحي والإعلام ومنظمات المجتمع المدني في توعية الشباب بالهجرة غير الشرعية وبدائلها. ومن جانبه، أكد باسكوالي لوبولي، المدير الإقليمي للمنظة الدولية للهجرة، أن الهجرة غير الشرعية اختيار صعب ومحاولة جديدة لمستقبل جديد، ولكنها غالبا تكون بتضحية من الأهل لضمان مستقبل شبابها، الذين يخوضون تجربة لا يعرفون مداها، وكثير منهم يفقد حياته في البحر، ويلاقي البعض الآخر كثير من المشكلات والعقبات في رحلة غير موفقة. وأشاد لوبولي بالتعاون الفعال بين المنظمة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، معربا عن أمله في أن تتبنى الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني مدرسة الفيوم الفندقية نموذجا، بتكرارها وتعميمها في كافة المجالات المختلفة التي تؤهل الشباب لسوق العمل. وأكد حافظ عبداللطيف، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن محافظ الإسكندرية، المستشار محمد عطا عباس، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية مشكلة كبيرة تواجه الدول الطاردة والجاذبة للشباب في نفس الوقت، ومنتشرة في كثير من الدول النامية، مشيرا إلى أن التعليم الحقيقي والتدريب التحويلي هو الأساس للقضاء على الظاهرة، وتسعى محافظة الإسكندرية جاهدة إلى تقديم الدعم لكافة الجهات، من أجل الارتقاء بمستوى الشباب المصري. وأوضح ناصر مسلم، مدير برنامج الهجرة غير الشرعية بالمجلس، أن حملة توعية القُصَّر وأسرهم ركزت على مجموعة من الندوات والأنشطة الرياضية وتطوير المدرسة الفندقية بقارون في محافظة الفيوم، كمباني ومناهج وبناء قدرات المدرسين، لكونها من أكثر المحافظات تصديرا للهجرة غير المشروعة، إضافة إلى أنها من المحافظات الفقيرة طبقا لمؤشرات التنمية البشرية، وبعد انتهاء المرحلة التجريبية في الفيوم سيبدأ تمديد الحملة إلى محافظات مصر الأخرى التي يتزايد فيها ضغط ظاهرة الهجرة. وأضاف مسلم أن الحملة تهدف إلى رفع درجة الوعي حول المخاطر المرتبطة بالهجرة غير الشرعية، وتسليط الأضواء على بدائلها بشكل عام وعلى أهمية التدريب المهني وتعلم اللغة الإيطالية على وجه الخصوص، وذلك من أجل إتاحة أوسع مجال من الاختيارات للشباب المصري داخل وطنهم أو في الخارج، بما يعزز فرص الشباب في اكتساب التعليم والتدريب من أجل تسهيل الدخول إلى سوق العمل المصري والإيطالي. جدير بالذكر أن احتفال اليوم بمحافظة الإسكندرية يأتي لطرح البدائل الإيجابية للهجرة غير الشرعية. وسبقت الفعاليات ثلاث جلسات تحضيرية أجراها المجلس القومي للطفولة والأمومة والمنظمة الدولية للهجرة، ودعت فيها قادة المجتمع المحلي ورجال الدين وممثلين عن السلطات المحلية، بالإضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني وممثلين عن القطاع الخاص والطلاب والشباب وعدد من الأسر، بهدف الوقوف على الاحتياجات المطلوبة على الصعيد المحلي لتحقيق الأهداف المنشودة للحملة.