واصل المواطنون الأتراك مظاهرات "صون الديمقراطية" في مختلف المدن والولايات التركية، لليوم ال 24 على التوالي، تنديدًا بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو الماضي، وللتعبير عن تمسكهم بالإرادة الشعبية والنظام الديمقراطي البلاد. وشهدت ساحة "قزلاي"، وسط العاصمة أنقرة، مظاهرة شارك فيها الآلاف من الأتراك، حاملين أعلام بلادهم، وسط هتافات مؤيدة للديمقراطية والحكومة المنتخبة والرئيس رجب طيب أردوغان. كما شهدت مدن وبلدات تركية أخرى، مظاهرات مماثلة، منها مدن إزمير، وجناق قلعة، وبورصة، وأضنة، وبتليس، وريزه، ويالوفا، وباليكسير، وأدرنة، وقرقلر إيلي، وأسكي شهير، وكوتاهية، وهطاي، وبلاجيك، وقوجة إيلي، وتكيرداغ، وقسطموني، وإسبارطة، وسينوب، وصامصون، ومرسين، ومدن أخرى، حيث أعرب المتظاهرون عن رفضهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة، ودعهم للحكومة التركية المنتخبة. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله جولن" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الإنسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر، أن عناصر منظمة "فتح الله جولن" الإرهابية، جولن يقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999 قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.