لليوم ال 16 على التوالي، يواصل المواطنون الأتراك مظاهرات "صون الديمقراطية" في كافة أنحاء البلاد، تنديدًا بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الجاري. ففي العاصمة أنقرة، وكما كل يوم تجمّع المتظاهرون في ساحة "قزلاي" وسط المدنية، رافعين علم بلادهم، ومرددين أغاني شعبية ووطنية. وفي كبرى مدن تركياإسطنبول، التقى المتظاهرون في عدة ساحات بالمدينة، للتنديد بمحاولة الانقلاب، أبرزها ميدان "تقسيم" الشهير، وسط المدينة، وأمام مديرية الأمن في شارع الوطن، بمنطقة الفاتح. وفي مدينة "قسطموني" شمالي البلاد، توافد المواطنون إلى ميدان "الجمهورية"، مصطحبين معهم أعلام بلادهم، حيث تابعوا فيلماً قصيراً عن ليلة 15 يوليو، من خلال جهاز إسقاط وضع على منصة في الميدان. وغربًا في مدينة جناق قلعة، احتشد المواطنون في ميدان "إسكله"، وبأيديهم العلم التركي، حيث بدؤوا أنشطتهم بترديد النشيد الوطني للبلاد، وبعد ذلك قام مواطنون بتقديم المشروبات والمأكولات للحاضرين في الميدان، كموقف متضامن مع المظاهرات الرافضة لمحاولة الانقلاب الفاشلة. وفي مدينة أوردو المطلة على سواحل البحر الأسود شمالاً، اجتمع المواطنون أمام رئاسة البلدية في المدينة، وقرأوا آيات من القرأن الكريم على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن بلدهم ضد الانقلابيين، عقبها عرضّ لفرقة كورال عثمانية. وفي مدينة مرسين جنوبًا، اجتمع المواطنون في ميدان "الجمهورية" وسط المدينة، رافعين بأيديهم الأعلام التركية، ومعبرين عن رفضهم للانقلاب والانقلابيين. كما شهدت مدن وبلدات تركية، مظاهرات مماثلة، حيث أعرب المتظاهرون عن رفضهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة، ودعهم للحكومة التركية المنتخبة. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة 15يوليو، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله جولن"، السيطرة على مفاصل الدولة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله جولن" - الذي يقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 1999- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.