أمهل الائتلاف العام لأمناء وأفرد الشرطة، اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، فرصة أخيرة لتنفيذ مطالبهم قبل الدخول في اعتصام وإضراب شامل عن العمل في كافة محافظات الجمهورية، وذلك بعد اجتماع للائتلاف وأعضاء الائتلافات الفرعية بالمحافظات مساء اليوم، بنادي الداخلية بالمظلات. وانتهى اجتماع أمناء وأفراد الشرطة، إلى تشكيل لجنة من بينهم للقاء وزير الداخلية وتقديم مطالبهم له لبحث آليات تنفيذها، وهددوا باللجوء لتصعيد الإجراءات الاحتجاجية، حال رفضها، وعدم تحديد جدول زمني لتنفيذها. وبعد حالة من الجدل والخلاف سيطرت على أجواء الاجتماع، وتباين آراء المشاركين فيه ما بين تأييد قيام اتحاد أمناء الشرطة بالدعوة للوقفات الاحتجاجية وتنفيذها ببعض المحافظات، من عدمه، بالإضافة إلى الخلاف حول مصطلح "أخونة الداخلية"، الذي رآه البعض مبالغا فيه، بينما قال البعض الآخر أن الأخونة وصلت إلى الأمن العام وقيادات الأمن. وقال أحمد عبد الله، عضو الائتلاف، إن رجال الشرطة يلتزمون الحياد دون الانسياق وراء أي فصيل سياسي حتى يحظى جهاز الشرطة بثقة الشارع المصري، مع المطالبة بوضع آليات العمل داخل الوزارة بما يكفل تحديد الحقوق والواجبات لرجل الشرطة، وشدد على أن الأمناء يرفضون أي تجاوز ضد الشعب المصري، بمن فيهم رجال الشرطة. وطالب أمناء الشرطة بضرورة تسليح رجال الشرطة، بشكل متطور يتماشى مع ما يقابلونه من أسلحة متعددة وآلية مع مجرمين، بالإضافة إلى رفع بدل المخاطر بنسبة 100%، ووضع قانون لحماية رجال الشرطة أثناء تأدية عملهم، وإبعادهم عن الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد وتركهم يعملون على استعادة الأمن كمهمة أساسية لهم. وأكد الأمين محمد عصام منسق ائتلاف المنيا، مطالبة الأمناء والأفراد بالحياد وعدم الدخول في تحالف أو صراع مع أي من الأطراف السياسية، حتى لا تفقد الوزارة مصداقيتها وثقة المواطن فيها، مؤكدا عدم رضا رجل الشرطة في مواجهة مع المواطن في مظاهرات أو غيرها، إلا في حالات التخريب أو تهديد الأمن. وقال أمين الشرطة علي الشرقاوي، أنه يجب على وزارة الداخلية توفير وسائل الاتصال اللازمة مع رجال الشرطة وخاصة رجل المرور، الذي يقف في الشوارع دون وجود ما يستخدمه لطلب النجدة أو المباحث أو التواصل مع قادته، مشيرا إلى أنه إذا توجه لقضاء حوائجه ومرّ رئيسه، يحتسبه غائبا دون أن يتمكن من التأكد من ذلك لعدم وجود وسيلة اتصال. وأكد محمد السيد، من ائتلاف المنيا، أن الشرطة تواجه تسليحا متطورا، ففي قنا تم ضبط أكثر من 15 بندقية متعددة بلجيكي التصميم، إسرائيلية الصنع، وتحمل النجمة السداسية، في حين يواجه حامليها رجل الشرطة بطبنجات حلوان بدائية. ورفض أيمن شوقي، ممثل حملة المؤهلات العليا من أمناء الشرطة، مصطلح "أخونة وزارة الداخلية" محملا الإعلام مسؤولية تضخيم الفكرة، وأكد أن هناك شروط للالتحاق بكلية الشرطة دون النظر للانتماء السياسي للمتقدم، ولا يستطيع أحد أن يوجه بإلحاق نسبة معينة من أي دفعة من فصيل معيّن حتى ولو كان الإخوان المسلمين. وفجر الأمين عبد الحميد درويش، من قوات تأمين المطار، مفاجأة عندما أعلن عن موافقته على توجيه مطالبهم للإخوان المسلمين بشكل مباشر قائلا : "نتحالف مع الشيطان من أجل مصالحنا، واللي يعرف يشوف قناة اتصال مع الإخوان يشوفلنا.. هما اللي بيحركوا الدنيا، ولازم نقعد معاهم عشان ناخد حقوقنا.. كل حاجة في إيديهم"، مشيرا إلى أن هناك 7 أو 8 محافظات فقط هي التي حدثت فيها المظاهرات "والإعلام هو اللي بيولّعها". وأعلن أحمد مصطفى، المنسق العام للائتلاف، عن رفضه لمصطلح "أخونة الداخلية" مؤكدا أن هناك بعض التيارات تحاول الزج برجال الشرطة في صراع لا دخل لهم فيه، في حين وجّه الأمين أيمن طه، عضو الائتلاف رسالة إلى وزير الداخلية قائلا: "إذا لم تنفذ مطالبنا خلال 48 ساعة سنلجأ للإضراب عن العمل على مستوى الجمهورية".