انتقد ماركو وربيو، عضو مجلس الشيوخ، سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرا إلى أن الحل الذي يقدمه للتصدي للمشاكل الاقتصادية هو زيادة الضرائب والاقتراض والإنفاق، وأن فكرة أن قلة تدخل الحكومة في المشاكل التي يواجهها الأمريكيون في الأمور اليومية هي السبب في عدم حل المشاكل الاقتصادية "فكرة خاطئة". جاء ذلك في كلمة روبيو، الذي اختاره الحزب الجمهوري للرد على خطاب أوباما عن حالة الاتحاد، التي ركز فيها على القضايا الداخلية في الولاياتالمتحدة، خاصة الاقتصاد. وأوضح روبيو أن السبب الرئيسي وراء الأزمة الاقتصادية الأخيرة هو السياسات الحكومية المتهورة التي أدت إلى أزمة العقارات، منوها بأن الحلول التي تعتمد على زيادة الضرائب والإنفاق أثبتت تاريخيا فشلها في مساعدة الطبقات العاملة والوسطى. ومن ناحية أخرى، قدم رون بول، ممثل حركة حزب الشاي "تي بارتي" المحافظة، رد الحركة على خطاب أوباما، وانتقد سياسات كل من الديمقراطيين والجمهوريين، واتهمهما بتشجيع وحماية المصالح الخاصة على حساب مصالح الشعب الأمريكي. وقال إن "الرئيس يعتقد أن البلاد تستطيع أن تستمر في اقتراض مبلغ 50 ألف دولار مع كل ثانية تمر، أو أن نضع أعباء ضريبية إضافية على كاهل من يعملون. المسار الذي نسير فيه غير قابل للاستمرار، ولكن قلة في الكونجرس والإدارة الأمريكية تقر بأن سياساتها تهدد ازدهار هذه الأمة العظيمة". وأعرب المشرعون الجمهوريون، اليوم، عن اعتقادهم بأن خطاب الرئيس أوباما عن حالة الاتحاد يقلل الآمال في التوصل إلى صفقة حول تقليل العجز، مشيرين إلى أن صفقة خفض العجز وإيجاد بديل لتجنب 85 مليار دولار من التخفيضات التلقائية في الإنفاق اعتبارا من أول مارس المقبل أصبح أمرا أقل احتمالا بعد خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد. ورفض الجمهوريون بشكل قاطع طلب أوباما استبدال هذه التخفيضات التلقائية بمجموعة من تخفيضات مختارة في الإنفاق وزيادة الإيرادات الضريبية، وهو ما يشير إلى أن مأزق التخفيضات التلقائية شديدة الضرر على الاقتصاد الأمريكي أصبح أكثر احتمالا من أي وقت مضى، وأنه سيدخل حيز التنفيذ خلال أقل من ثلاثة أسابيع. وكان أوباما استخدم كلمة "العجز" في بداية خطابه عشر مرات، واتهمه الجمهوريون بالتشدق بالدَّيْن، في خطاب دعا فيه إلى رفع الحد الأدنى للأجور وإنفاق جديد على برامج، قال إنه تم تصميمها لانتشال الناس من الفقر. ونوه الجمهوريون بأن الرئيس لم يحقق الأهداف التي حددها من قبل بشأن تخفيض العجز، مشيرين إلى أنه تعهد منذ أربعة أعوام بخفض العجز إلى النصف بحلول نهاية ولايته الأولى، وهو تعهد لم يتم الوفاء به، إلا أنه أوضح في خطابه أنه تم خفض الإنفاق بأكثر من 2.5 تريليون دولار، أي أنه تم الوصول إلى أكثر من نصف الطريق، واقترح أوباما إصلاح نظام الضرائب والمخصصات لإكمال الجزء الباقي. ومن جانبه، قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب إريك كانتور: "الرئيس قال إننا لسنا بحاجة لحكومة أكبر، ولكننا بحاجة إلى حكومة أكثر ذكاء، وأنا اتفق معه في ذلك، لكن الأفعال أصدق من الكلمات".