هجوم المتظاهرين فى ميدان التحرير على الولاياتالمتحدةالأمريكية هو جزء من الهجوم على سياسات الرئيس محمد مرسى، فالميدان الذى رُفعت فيه لافتات تُندد بالرئيس وبحكم الإخوان، رفعت فيه لافتات أيضاً تُندد بالرئيس الأمريكى وبتدخله فى مصر. فى وسط الميدان تم تعليق لافتة كبيرة مرسوم عليها حمار ملون بعلم أمريكا ومكتوب تحته «يسقط الحزب الديمقراطى الأمريكى حليف الإخوان.. يسقط مرسى عميل الأمريكان». وعلى أطراف الميدان من ناحية شارع «طلعت حرب»، علق المتظاهرون لافتة تحمل أكثر من صورة للسفيرة الأمريكية «آن باترسون» كُتب عليها بالعربية والإنجليزية «اذهبى إلى الجحيم يا سفيرة جهنم»، أما على طرف الميدان من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض فتم تعليق لافتة كبيرة عليها صورة الرئيس الأمريكى أوباما مشطوب عليها باللون الأحمر وكُتب عليها «Obama supports dictator morsi»، أى «أوباما يدعم الديكتاتور مرسى». «هذه اللافتات جاءت بعد الشعور بأن شعبية الرئيس مرسى اختفت، وأن الجميع صاروا يرفضونه، ولكنه مفروض عليهم فرضاً من القوى الغربية، خصوصاً أمريكا».. هو تفسير محمد حيدر، أحد المعتصمين بالميدان، فأوباما دوماً يعلن أن أمريكا حليف استراتيجى لمرسى، والأخير دوماً يستند إلى أمريكا فى جميع أزماته. «تدخل أمريكا فى ثورات الربيع العربى ومحاولات توجيهها بشكل سافر لصالحها، خصوصاً فى مصر، هو سبب لجوء المواطن العادى إلى الرسومات الساخرة والنقد اللفظى العنيف، معبراً عن استيائه من هذا التدخل» حسب د. نبيل عبدالفتاح مدير مركز «الأهرام» للدراسات التاريخية. فثورة يناير غيّرت من طبيعة المصرى، فلم يعد يكتفى بمتابعة الأحداث المحلية، بل بدأ يُدرك أن هناك جهات دولية لها يد فى إصدار القرار، مثل السفيرة الأمريكية، التى تؤدى دوراً سياسياً فى مصر يتجاوز حدود وطبيعة دورها الدبلوماسى. وعلق «عبدالفتاح»: «المصرى أدرك الصفقة، وهى أن فشل الإخوان فى الإصلاح تتغاضى عنه أمريكا فى مقابل احتواء الحركة السلفية فى مصر، وعقد صفقة بين إسرائيل وحماس.. وهو ما لن يقبل به طويلاً».