أرجع الصحفي البريطاني تيم مارشال، المحرر السابق في قسم السياسة الخارجية بقناة "سكاي نيوز" الإخبارية، فشل محاولة الانقلاب في تركيا إلى عدم قدرة الانقلابيين على الوصول للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقتله، بجانب فشلهم في السيطرة على وسائل الإعلام. وجاءت تصريحات مارشال خلال مشاركته في برنامج على قناة بي بي سي البريطانية، اليوم الثلاثاء، قيمّ خلالها محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا منتصف تموز/ يوليو الحالي، واصفاً إيّاها ب"الواسعة وغير العميقة". وفي هذا الصدد قال مارشال: "الشرط الأساسي لنجاح أي انقلاب يقتضي قتل قائد البلاد أو إلقاء القبض عليه، وثانيًا السيطرة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي تركيا الرئيس أردوغان وجّه نداءً للشعب عبر هذه الوسائل، ودعاهم عبرها للنزول إلى الشوارع". جدير بالذكر أنّ مؤسسة بي بي سي البريطانية تتلقّى انتقادات حادة بسبب عدم التزامها الحياد في نقلها للأخبار المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، حيث قام الأتراك المقيمين في العاصمة لندن بتنظيم عدة مظاهرات أمام مبنى المؤسسة، للتنديد بمواقفها تجاه محاولة الانقلاب. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. -