أعلن الجيش التونسى، أنه على الحياد فى الأزمة السياسية التى تشهدها تونس بعد اغتيال القيادى المعارض شكرى بلعيد، الأربعاء الماضى، إثر دعوات أطلقها معارضون تونسيون لحل المجلس التأسيسى التونسى، والمؤسسات السياسية المنبثقة عنه. ودعا وزير الدفاع التونسى عبدالكريم الزبيدى، فى تصريحات على قناة «نسمة» الفضائية، مساء أمس الأول، إلى إبعاد الجيش عن «التجاذبات السياسية»، وقال إن المؤسسة العسكرية تعهدت بحماية أهداف الثورة، وهى تواصل أداء دورها، وأضاف: «مؤسسة الجيش لا تخدم أحزاباً، ولا أشخاصاً خاصة أن البلاد ما زالت فى حاجة إليها، ولذلك فلنتركها فى منأى عن كل التجاذبات السياسية فى تونس، الجيش التونسى لا يعمل بالتعليمات والتوصيات». وتعد هذه المرة الأولى التى يخرج فيها وزير الدفاع التونسى الذى لا ينتمى إلى أى من الأحزاب السياسية بتصريحات تليفزيونية منذ تسلمه للسلطة فى تونس، بعد تصريحات أطلقها وزير الخارجية التونسى الهادى بلعباس، قال فيها إن الرئيس التونسى سخر الجيش لحماية جنازة بلعيد. وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر، إن رئاسة الجمهورية بدأت تتبع الإجراءات القانونية لتمكين القضاء من ملاحقة كل من دعا الجيش الوطنى إلى التدخل والانقلاب على الشرعية عقب مقتل «بلعيد»، وأضاف أن الجيش مؤسسة وطنية تحمى حدود الوطن وأمنه مثل المؤسسة الأمنية التى تحمى أمن التونسيين والبلاد، مؤكداً ضرورة عدم إقحامها فى التجاذبات السياسية، وأشار إلى أن الدعوات التى طالبت بحل المجلس التأسيسى هى تعبير عن مسار انقلابى، وحذر من هذه الدعوات قائلاً: إذا حل المجلس والمؤسسات المنبثقة عنه، فينبغى أن ننسى فى المستقبل كتونسيين أى شىء اسمه انتخابات أو شرعية أو مؤسسات دولة. وفى علامات على اختلافات داخل حركة النهضة الحاكمة، وعلى الرغم من رفض «النهضة» الدعوات الخاصة بتشكيل حكومة مصغرة، أعلن حمادى الجبالى رئيس الوزراء التونسى أمس الأول، تمسكه برغبته فى تشكيل حكومة «تكنوقراط غير حزبية» من أجل تحقيق أهداف الثورة والوصول إلى انتخابات سريعة. وحول موقف «النهضة» من ذلك قال «الجبالى» فى حديث لوسائل إعلام تونسية، إنه متأكد من أن صوت الحكمة سيتغلب على كل الاعتبارات لنصرة هذا الشعب. وعلى الصعيد الشعبى تواصلت أعمال الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن فى محيط وزارة الداخلية التونسية بشارع الحبيب بورقيبة والشوارع المؤدية إليه بعد تشييع جثمان «بلعيد». وقالت صحيفة «الشروق» التونسية، إن آلاف الشباب المطالبين بإسقاط «حركة النهضة» التى يتهمونها بالضلوع فى اغتيال «بلعيد» توجهوا إلى وزارة الداخلية، واشتبكوا مع قوات الأمن مستخدمين الحجارة، فى وقت ردت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين باختناق خاصة النساء، وألقت قوات الأمن القبض على أكثر من 230 مواطناً منهم بتهم السعى إلى التخريب ونهب الممتلكات العامة.