قال قائد من قوات المعارضة ونشط معارض، إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع وحدات من الجيش السوري اليوم، للسيطرة على أحياء في دمشق لليوم الثاني من هجوم لزعزعة قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على العاصمة. وذكر أن وحدات الحرس الجمهوري الخاصة المتمركزة على جبل قاسيون في وسط دمشق أطلقت قذائف المدفعية والقذائف الصاروخية على حي جوبر الشرقي وعلى الطريق الدائري الجنوبي حيث هاجم مقاتلو المعارضة متاريس ومواقع للجيش. وفقد الأسد، الذي يحارب لقمع انتفاضة مستمرة منذ 22 شهرا، قتل فيها 60 ألف شخص السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد لكن قواته التي تدعمها القوة الجوية جعلت المعارضة حتى الآن على حدود العاصمة. وقالت وسائل إعلام سورية حكومية، إن قذيفة مورتر أطلقتها المعارضة على محطة حافلات في حي قابون في شمال شرق البلاد اليوم، قتلت ستة أشخاص بينهم امرأة وثلاثة أطفال وأصيب العديد بإصابات خطيرة. وقدر عدد القتلى خلال الليل بنحو 30 قتيلا، غالبيتهم نتيجة قصف الجيش العنيف لأحياء جوبر وزملكا والحجر الأسود التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال سكان دمشق، الذين أصبحوا معتادين على أصوات الحرب، إن وابلا من النيران التي أطلقت أمس، كان من بين الأكثر كثافة التي سمعوها. وقال أحد سكان وسط دمشق بالهاتف "أصبحوا مجانين، جميعهم، إنهم مجانين". ويقع جوبر وزملكا بالقرب من مجمعات للأمن تتمركز فيها قوات الأسد التي يهيمن عليها العلويون الذين سيطروا على الحكم في سوريا منذ ستينات القرن الماضي. بينما يقع الحجر الأسود قرب المدخل الجنوبي للعاصمة والطريق السريع المتجه إلى مدينة درعا والحدود الأردنية. وقال إسلام علوش من وحدة لواء الإسلام التابعة لقوات المعارضة، إن حي جوبر هو أكثر حي يدور حوله الصراع ولذلك يقصفه النظام بشدة، وذكر أن الجيش السوري يحشد قواته لاستعادة السيطرة على تقاطع هام في الطريق الدائري. وعلى الرغم من تحدي المعارضة المستمر وغارة جوية إسرائيلية بالقرب من دمشق الأسبوع الماضي لا يزال الأسد جريئا وقال لمسؤول إيراني رفيع زائر يوم الأحد الماضي، إن سوريا يمكنها أن تواجه المخاطر الحالية والعدوان. وقالت وسائل الإعلام، إن الجيش دحر المعارضين من جوبر وأحياء شرقية أخرى، وتحظر السلطات السورية دخول معظم وسائل الإعلام المستقلة إلى البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض. وقال ضابط جيش متقاعد في دمشق، إن قصف مناطق المعارضة يصيب المدنيين والمقاتلين دون تمييز وأن الجيش "يقف على بعد مئات الأمتار ويطلق القذائف، وتسقط القذائف على أي شخص، نساء وعائلات وأي شخص، أين الشجاعة في ذلك؟" ولم يحرز أي من الجانبين تقدما عسكريا واضحا في الحرب الأهلية التي تؤلب المعارضين المسلمين السنة في الغالب ضد قوات الأمن التي تسيطر عليها طائفة الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وقال علوش، إن القصد من هجوم مقاتلي المعارضة ليس السيطرة على وسط دمشق، وأوضح أن قوات المعارضة لن تحاول القيام بذلك ما دامت قوات الأسد تسيطر على قواعد رئيسية خلف قوات المعارضة في حي المليحة وبلدة عدرا. وصرح بأن الهدف هو السيطرة على مواقع القناصة والتحصينات التي تعد جزءا من خط دفاع النظام عن دمشق لا التقدم بسرعة دون الحصول على الدعم المناسب. وقال ناشط معارض في دمشق، إن الهجوم يجري تحت قيادة ضباط سنة انشقوا على الجيش النظامي ويهدف إلى قطع خطوط القيادة والتحكم لقوات الأسد من قلب المدينة إلى ضواحيها. وتقول مصادر المعارضة، إن المقاتلين يستخدمون مدافع مضادة للطائرات وقذائف المورتر وعربات مدرعة تم الاستيلاء عليها من قوات الأسد خلال الأشهر القليلة الماضية. وأخذ العديد من الأباء أبنائهم من المدارس في وقت مبكر أمس، وتملأ رائحة المتفجرات اللاذعة الجو وأجبرت بعض الناس على الإبقاء على نوافذهم مغلقة.