حصلت "الوطن" على صور لبرديات الملك خوفو، التي عثر عليها في وادي الجرف في العام 2013، ضمن مجموعة مميزة من البرديات، قرب مدخل المغارات 1 و2، وذلك قبل يومين من عرضها في المتحف المصري. وكانت البرديات مدفونة بين الكتل الحجرية، التي استخدمت لإغلاق المغارة بعد الانتهاء من العمل، ورجح علماء الآثار، أن تكون المغارات ورش عمل ومخازن وأماكن سكنية للعمال في الميناء الذي انشأ في تلك المنطقة. وتؤكد البرديات أن الموقع كان مستخدما خلال عهد الملك خوفو، وأن فريق العمل الذي كان يعمل في الموقع، هو نفسه الذي عمل في بناء الهرم الأكبر، ما يشير إلى القدرة العالية للجهاز الإداري في عهد هذا الملك. ويقع ميناء وادي الجرف على بعد 24 كيلومترا جنوب الزعفرانة حاليا، 119 كيلومترا من مدينة السويس، في مواجهة ميناء المرخا القديم في جنوب شبه جزيرة سيناء، الذي كان يؤدي لمناجم الفيروز ومنطقة سرابيط الخادم، وعلى مقربة من دير الأنبا بولا، وهو أحد أقدم الأديرة المصرية. وتعرف على الموقع، فرانسوا بيساي ورينيه شابو موريسو، وهما مرشدان فرنسيان كانا يعملان في هيئة قناة السويس، ونفذا أعمال حفر بدائية في الموقع، ومؤخرا نشرت السيدة چينت لاكاز ملاحظاتهما بشأن الموقع، ومنذ العام 2011، تجري أعمال الحفائر في الموقع، بعثة مصرية فرنسية مشتركة برئاسة بيير تالييه وسيد محفوظ. وكشفت البعثة عن آثار لميناء، يعتبر حتى الآن أقدم ميناء، ليس فقط في تاريخ مصر، وإنما في تاريخ الملاحة البحرية العالمية، إضافة إلى موقع ميناء مرسى جواسيس جنوب سفاجا، وميناء العين السخنة جنوبالسويس، الذين يمثلون مجموعة الموانئ الفرعونية، التي تعد الأقدم في تاريخ الإنسانية حتى الآن. وبني ميناء وادي الجرف على شاكلة الميناءين الأخريين، لكن على مساحة أكبر، ومن خلال الأختام الطينية والبرديات والنقوش الصخرية التي تم اكتشافها في المنطقة، فمن الممكن تأريخ هذا الموقع بعصر الدولة القديمة.