سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلة الكر والفر أمام «الاتحادية»: الغاضبون يلقون «المولوتوف».. والأمن يرد بالغاز المتظاهرون حملوا «الأكفان والشموع» إلى القصر الجمهورى.. وهتفوا ضد «مرسى والإخوان»
قضت «الوطن» ليلة الكر والفر بسبب الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن أمام قصر الاتحادية الرئاسى مساء أمس الأول، حيث بدأ توافد المتظاهرين على محيط الاتحادية فى الرابعة عصر أمس الأول، ورددوا الهتافات المضادة للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان ومرشدها العام، معبرين عن غضبهم من قمع الأمن للمتظاهرين وعودة السحل والضرب فى الشوارع. تجمع المتظاهرون أمام مسجد عمر بن عبدالعزيز المواجه لبوابة القصر الجمهورى بشارع الميرغنى، ورائحة الغاز المسيل للدموع تملأ المكان، وسط انتشار الباعة الجائلين لبيع الكمامات الواقية من رائحة الغاز. وفى الخامسة والنصف وصلت مسيرة قادمة من مسجد النور بالعباسية يحمل منظموها «الأكفان» مغطاة بعلم مصر مكتوب عليها «شهيد تحت الطلب»، وحمل المتظاهرون الشموع على روح «محمد حسين قرنى» المشهور ب«كريستى» الذى لقى مصرعه بالخرطوش فى محيط الاتحادية الجمعة الماضى. وهتف المتظاهرون: «ولا إنقاذ ولا أحزاب.. ثورتنا ثورة شباب»، و«القصاص القصاص»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«الداخلية زى ما هى»، وطافت المسيرة القادمة من شارع الخليفة المأمون حول القصر واستقرت عند البوابة رقم 4 لقصر الاتحادية، فى الوقت الذى انسحبت فيه قوات الأمن خارج محيط القصر، ولم يتبق إلا السلك الشائك والحواجز الحديدية أمام البوابات. على جانبى الطريق، تيمم المتظاهرون لتأدية «صلاة الغائب» على روح «كريستى»، بمشاركة السيدات، ووضعوا «النعش» أمامهم، ليتوقف المرور بشارع الميرغنى حداداً على الشهيد. واستمر توافد المتظاهرين أمام البوابة رقم 4 للقصر الرئاسى بعد الصلاة، مرددين الهتافات المناهضة للنظام ومرشد الإخوان وسياسة «الداخلية» فى التعامل مع الأحداث، وبدأت محاولات المتظاهرين لإزالة الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية، وأحضروا الحجارة الكبيرة لتكسيرها إلى قطع صغيرة وإلقائها داخل القصر، تعبيراً عن الغضب من قتل وسحل المتظاهرين السلميين، رغم محاولات بعض المتظاهرين إقناع الغاضبين بعدم إلقاء الحجارة للحفاظ على السلمية. لم يجد المتظاهرون طريقاً للتعبير عن غضبهم ورفضهم لأساليب الأمن القمعية، الذى انسحبت قواته من أمام القصر منعاً للاحتكاك بالمتظاهرين، سوى بإلقاء زجاجات المولوتوف داخل حديقة القصر، مما دفع بعض الأهالى والأسر المشاركة فى الجنازة للانسحاب خشية تطور الموقف وعودة الأمن والاشتباك مع المتظاهرين. بعد الحادية عشرة مساء أمس الأول، قام أحد المتظاهرين بإلقاء زجاجة مولوتوف داخل القصر من ناحية شارع الميرغنى، سقطت على دبابة تابعة للحرس الجمهورى، مما أدى إلى إثارة غضب القوات داخل القصر، حسب قول المتظاهرين. وفى هدوء حذر فُتحت البوابة رقم 4 للقصر، وخرج العشرات من الحرس الجمهورى مسرعين نحو المتظاهرين، واضطر المتظاهرون للفرار ناحية شارع الخليفة المأمون، لتظهر مصفحات الأمن المركزى وتتحرك مسرعة خلف المتظاهرين. عادت قوات الحرس الجمهورى إلى داخل القصر مرة أخرى، وتسلمت قوات الأمن، التى كانت متمركزة فى أحد الشوارع الجانبية بمحيط الاتحادية، مهامها بتأمين القصر من الخارج، وبدأت إلقاء وابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع، مما أدى إلى تفريق المتظاهرين. وأثارت أدخنة الغاز التى اقتحمت المنازل المجاورة للقصر غضب السكان، ووزع السكان زجاجات المياه المعدنية والخل والمناديل على المتظاهرين، وسط وجود 5 سيارات للإسعاف فى شارع الميرغنى، لاذت بالفرار إلى شارع الخليفة المأمون بسبب كمية الغاز التى حجبت الرؤية فى الشارع. واستمرت قوات الأمن فى مطاردة المتظاهرين حتى بداية شارع الخليفة المأمون، ومع كثرة الغاز سقط عدد كبير من المتظاهرين على الأرض نتيجة الاختناق، وتم نقلهم إلى سيارات الإسعاف لإنقاذهم. ورد المتظاهرون على غاز الأمن بهتافات: «علِّى وعلِّى وعلِّى الصوت.. اللى بيهتف مش هيموت»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، وتجددت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن حتى الرابعة فجر أمس، واشتدت عمليات الكر والفر، وألقى المتظاهرون الحجارة وأشعلوا النيران فى الأخشاب وسط الشارع لمنع تقدم الأمن، واستمر الأمن فى الرد بالغاز المسيل للدموع.