سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن بوست: "الإخوان" استخدموا أساليب "مبارك".. والنظام والمعارضة تسببا في الفوضى المعارضة فشلت في مواجهة الإسلاميين عبر الصناديق الانتخابية وبعضها يسعى لإسقاط النظام
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم، إن المظاهرات الحاشدة والعنف الذي ساد مصر الأسبوع الماضي، يشبه من بعيد أجواء ثورة يناير التي اندلعت منذ عامين، إلا أنهما مختلفان بشكل قاطع. فالأطراف الموجودة في الشارع الآن، ليسوا مواطنين عاديين يسعون لإنهاء الديكتاتورية ونظام الحكم الاستبدادي، بل مجموعة من مثيري الشغب، والشباب الغاضب ضيق الصدر، وبقايا قوات أمن تنتمي للنظام السابق، بالإضافة إلى شرطة وحشية فاسدة، توضح أنه لا سلطة إلا هي فقط، وكما صرّح وزير الدفاع المصري، الثلاثاء الماضي، أن البلاد ليست أمام محاولة لإسقاط نظام، ولكنها تتجه نحو حالة من الفوضى. فالحكومة الإسلامية المصرية، والمعارضة المدنية، رغم حالة الاستقطاب بينهما في الشهور الأخيرة، لديهما اهتمام مشترك بوضع حد لحالة العنف السائدة، قبل أن تنهار الدولة، والسؤال هنا حول ما إذا كانت قيادات الطرفين قادرة على تجاوز جداول أعمالها وشروطها المتشددة، التي جلبت لهم هذه الحالة الطارئة أم لا؟. وذكرت الصحيفة، أن الرئيس محمد مرسي، لديه شرعية ودعم شعبي أكبر بكثير من شرعية السابق حسني مبارك، لكنها حمّلت حزب الحرية والعدالة المدعوم من الإخوان المسلمين، مسؤولية خلق هذه الأزمة، من خلال تبني أساليب النظام السابق، وأكدت أن مرسي اتهم المعارضين بالمجرمين، وحاول تخويف الصحافة واستخدام أساليب استبدادية لفرض أجندته، بينما جاءت الاحتجاجات الأخيرة في الشارع، بعد احتقان طويل، تسبب فيه قرار الإعلان الدستوري الصادر في نوفمبر الماضي، والذي كان الهدف منه إتمام وتمرير الدستور الجديد. كما ذكرت الصحيفة، أن المعارضة المصرية المكونة من أتابع مبارك، وعبدالناصر، بالإضافة إلى الليبراليين والأقباط، فشلوا في مواجهة الإسلاميين خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية، بالإضافة إلى فشلهم في الاستفتاء، وبعضهم ظهر مترددًا في اللعب بقواعد الديمقراطية، كما أنهم يطالبون مرسي، بتقديم تنازلات سياسية كشرط للقبول بالحوار، بينما يسعى البعض الآخر علنًا لإسقاط النظام. وحمّلت الصحيفة الضعف والتعنت من الجانبين، بالتسبب في نشر حالة الفوضى، وظهور قوى فوضوية مثل الشرطة، التي لم يتم تطهيرها أو إعادة هيكلتها منذ الإطاحة بنظام مبارك، بالإضافة إلى مثيري الشغب من الشباب العاطل، الذين تقاتلوا الأسبوع الماضي في القاهرة ومدن القناة، وأيضًا أصبح الجيش خارج سيطرة النظام، حيث يفكر ما إذا كان عليه أن يستعيد السلطة أو يبقى على الهامش. وختمت الصحيفة تقريرها بلمحة ضوء بين هذا الظلام، عندما ذكرت تراجع زعيم المعارضة، الدكتور محمد البرادعي، عن رفضه للمفاوضات ودعوته إلى الحوار بين القوى المدنية وجبهة الإنقاذ والحكومة، والأحزاب الإسلامية من خارج الحكومة والجيش، كما أشادت باللقاء الذي جمع بينهم أمس، والذي اتفقوا فيه على نبذ العنف، ولا تزال هناك أمور كثيرة للمناقشة مثل التعديلات المحتملة للدستور والقانون الذي ينظم الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالإضافة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ولكن قبل كل شيء يجب على قادة مصر، على حد قول الصحيفة، أن يعملوا على إعادة النظام للدولة.