شهدت الليلة السادسة فى ذكرى الثورة الثانية، اشتباكات وأحداث عنف وتبادل إطلاق النار، فى محيط ميدان التحرير، الذى خيم على وسطه هدوء حذر، بينما اشتعلت الأحداث على كورنيش النيل وكوبرى 6 أكتوبر ومحيط مبنى محافظة القاهرة وقسم شرطة الأزبكية، ومع اشتداد المواجهات مع قوات الأمن تمكن متظاهرون من إحباط سرقة فندق «سميراميس»، إثر تحطم واجهته، فيما شرعت قوات الأمن فى إقامة جدار عازل بجوار فندق «شبرد». وعلى غير العادة شهدت أروقة ميدان التحرير هدوءا، لم يقطعه سوى مكبرات الصوت القادمة من المنصة الوحيدة بالميدان، على فترات متفرقة بتوجيه النداء إلى الموجودين داخل الميدان، للتحرك فى مسيرة متجهة إلى مبنى محافظة القاهرة تارة، وأخرى لحشد المتظاهرين لقطع كوبرى 6 أكتوبر، وثالثة للذهاب إلى كوبرى قصر النيل، لمؤازرة المتظاهرين خلال الاشتباكات مع الأمن، فيما انتشر باعة جائلون، فى جنبات الميدان للترويج لقناع البلاك بلوك، بسعر 10 جنيهات للواحد، بينما اصطف عشرات الشباب ورواد الميدان أمام وفوق مدرعة الأمن المركزى المحترقة، لالتقاط صور تذكارية بجانبها. دوى طلقات الخرطوش ورائحة قنابل الغاز الخانقة وصوت سيارات الإسعاف التى لا تنقطع. هذا كل ما يصل إلى ميدان التحرير على خلفية اشتباكات دامية ومتواصلة لليوم الثانى بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام فندق «سميراميس» على كورنيش النيل. الاشتباكات على كورنيش النيل لم تتوقف طوال ساعات الليل المظلمة، وسط انقطاع تام لتيار الكهرباء فى منطقة الاشتباكات، حيث خيم الظلام التام على فندق «شبرد» الذى حاصرته الاشتباكات من ناحية ميدان «سيمون بوليفار» أمام المدخل الخلفى للفندق وكذلك مدخله الرئيسى على كورنيش النيل، الذى وقفت أمامه قوات الأمن المركزى لصد تقدم المتظاهرين، بينما احتمى متظاهرون خلف جدران المبنى الشاهق، ذى الطوابق المظلمة، باستثاء 3 أدوار فى المبنى الخلفى. ومع سخونة الاشتباكات، كثف كل طرف من ضرباته تجاه الآخر. رشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف وأشعلوا إطارات السيارات لمنع تقدمها إلى داخل الميدان، حسب سعد خيرى (25 عاما) أحد المشتبكين مع الأمن، فردت عليهم قوات الأمن بقنابل غاز مسيل للدموع وطلقات خرطوش، ما تسبب فى حالة كر وفر بين المتظاهرين، إلى داخل ميدان التحرير، والعودة إلى كورنيش النيل، بعد إعادة ترتيب صفوفهم، أثناء قصف المتظاهرين لقوات الأمن. تهشمت الواجهة الزجاجية لفندق سميراميس من ناحية كوبرى قصرالنيل، ووقعت إحدى زجاجات المولوتوف داخل الدور الأرضى بالفندق وسرعان ما تمكن المتظاهرون من إطفائها. واستغل بعض الملثمين تحطم الواجهة الزجاجية للفندق أثناء الاشتباكات التى لم تتوقف وسرقوا بعض محتويات الفندق التى يسهل حملها مثل طفايات الحريق وعدة التليفون وبعض اللوحات والسجاد، وهو ما دفع بعض المتظاهرين لإحباط محاولة السرقة ومنع الملثمين من الفرار بمحتويات الفندق، وساعدوا قوات الشرطة فى القبض على أحد اللصوص، بينما تمكن آخرون من الفرار، ومع دقات الثالثة صباحا، تكررت عملية اقتحام الفندق، وتسلل اللصوص من الباب الخلفى، وهو ما تصدى له بعض العاملين بالفندق بمساعدة الشرطة. وفى محاولة لإنهاء الاشتباكات التى استمرت على مدار يومين، شرعت قوات الأمن فى الثلث الأخير من الليل فى إقامة جدار عازل من الكتل الخرسانية باستخدام الأوناش على كورنيش النيل بجوار فندق «شبرد».