سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة المياه | كفرالشيخ.. شربة ماء تقتل 1700 بقرية الفقى فى عهد مبارك رئيس المدينة لم يزرها خوفا من العدوى.. وعبدالله: مسئولون نظروا فى ماسورة الصرف وقالوا «إنها نظيفة»
تعد قرية عبدالله الفقى، من القرى المنسية فى كفر الشيخ، هنا يدق الموت أبواب الأهالى كل لحظة، بسبب شربة ماء، تروى العطش وتروى الأرض بدمائهم بعدها. 4 آلاف هم كل سكان القرية، بين مصاب بالتيفود والبروسيلا والفشل الكلوى وفيروس سى، بسبب اختلاط مياه الشرب والصرف الصحى عبر شبكة مواسير مصنوعة من مادة الإسبستوس المدمر، تكاد تجمع السكان على ماء واحد وموت واحد أيضا. يقول محروس السطوحى من أبناء القرية: «الحياة فى قريتنا تعنى الموت، الجميع يعرف أن شربة ماء تساوى إصابة بمرض خطير، بلّ الريق ورى الظمأ تحول إلى محاولة انتحار مضمونة، لكن لا بديل، الناس هنا يواجهون الموت يوميا، دون حاجة للذهاب للأطباء، لأن حالاتهم المرضية معروفة سابقا، فيلجأون لتوفير نفقات الطبيب، والاكتفاء بنفقة الأدوية البسيطة، انتظارا لموت محقق». يشير «محروس» إلى عدم إدراج اعتمادات مالية للقرية، لمواجهة تلك الكارثة البيئية، خاصة أن شبكة الصرف كونت مستنقعات تفوح منها رائحة نتنة، دون أن تجد الوحدة المحلية فى ذلك دافعا لتحرك سيارات شفط المياه التابعة لإزالتها، وإنقاذنا. ويؤكد على حسنين أن رئيس المدينة لم يزر القرية مطلقا، لسبب بسيط أنه يخاف أن يصاب بعدوى من سكانها، ويقول: «فى المقابل لم يوفر ميزانية لإنشاء محطة أو شبكة للصرف فضلا عن المياه، حتى نتمكن ولو مرة فى العمر من تذوق المياه النظيفة، وأضاف: «كل ما يتمناه سكان القرية كوب ماء نظيفا غير ملوث، وأن يبعد شبح الموت عن أطفالنا». ويقول عبدالله أحمد من سكان القرية: «أشقائى ماتوا أمام عينى فى سن مبكرة، بسبب تلوث المياه، كانوا ينزفون لساعات طويلة، ورغم تعدد الوفيات بين أهالى القرية، لم يفكر مسئول واحد فى زيارتها، أرسلنا استغاثات كثيرة لشركة مياه الشرب، منذ عام 2003، ولم يصلنا أى رد، ولا نطالب بأكثر من فصل شبكتى المياه والصرف الصحى». مشيرا إلى أن الأهالى رفعوا شكاوى للوحدة الصحية، لأخذ عينات من المياه وتحليلها، لكن المسئولين هناك اكتفوا بإلقاء نظرة، ثم قالوا «إنها نظيفة». وتابع: «أرسلنا شكاوى أخرى إلى المحافظ والنيابة الإدارية ومختلف الجهات الرقابية، ولم يرد أحد»، ويقول على محمود البرعى من سكان القرية: «توفى ما يقرب من 1700 شخص على مدار 30 سنة بسبب الإصابة بأمراض التيفود والفشل الكلوى وفيروس سى، وغيرها من الأمراض الفتاكة».