قال طارق سعد، رئيس هيئة التنمية السياحية التابعة لوزارة السياحة، إن الحكومة تبحث إعادة طرح مشروعات للسياحة العلاجية على مستثمرين، بهدف جذب مزيد من الاستثمارات لهذه النوعية من المشروعات، التي باتت تلقى إقبالا متزايدا من السياح الأجانب. وأضاف سعد أن هناك عدة شركات سحبت من الهيئة في أكتوبر الماضي ست كراسات شروط لإقامة مشروعات للسياحة العلاجية بمدن جنوب مطار مرسى علم والنبق بجنوبسيناء، وشمال العين السخنة، إلا أنها لم تقدم عروضا فنية حتى انتهاء المدة المحددة لتلقي العروض في منتصف يناير الجاري. وأكد أن الهيئة تدرس حاليا أسباب عزوف المستثمرين عن التقدم بالعروض الفنية، ومدى إمكانية إعادة طرح هذه المشروعات مرة أخرى، مشيرا إلى أنه سيتم التوصل لقرار في هذا الشأن الشهر المقبل. وسرد سعد الأسباب من وجهة نظره، قائلا إن "أبرزها كبر حجم مساحات الأراضي المعروضة على المستثمرين، البالغ مساحتها نحو 2.19 مليون متر"، مشيرا إلى أن الهيئة تدرس إعادة الطرح مع تقليل مساحة الأراضي. وأوضح أن السبب الثاني هو "اشتراط هيئة التنمية السياحية على المستثمرين الراغبين في إقامة مشروعات سياحة علاجية ضرورة وجود شريك ذي سمعة عالمية مع الشركة المتقدمة". وتعتمد السياحة العلاجية على استخدام المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية أو المستشفيات الحديثة، التي يتوفر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية، التي تنتشر في جميع دول العالم، إلا أن هناك دول تفوقت على غيرها في هذا المجال وأصبحت مشهورة بهذا النوع من السياحة؛ مثل التشيك وأوكرانيا. وأكد مستثمرون في مجال السياحة العلاجية في مصر أن الاستثمار في هذا النوع من السياحة واعد، خاصة مع وجود مناطق عدة لإقامة هذه المشروعات عليها. وضربوا مثلا بواحة سيوة، التي تتميز بمناخها الجاف طوال العام، والرمال الساخنة التي تساعد في علاج آلام المفاصل والعمود الفقري، كما تتميز بكثرة عيون المياه التي تتدفق من باطن الأرض. وقالو إن الطقس الجاف في واحة سيوة، الواقعة في الصحراء الغربية، يساهم في الاستشفاء من أمراض الجهاز التنفسي، وإن الرمال الساخنة الموجودة بجبل "الدكرور" بها إشعاعات تساعد في علاج الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمي، أما المياه الساخنة بالواحة فتعالج كثيرا من الأمراض الجلدية ومشاكل البشرة، بالإضافة إلى علاج الجهاز التنفسي.