لولا القدر، لكانت أسماؤهم فى قوائم الشهداء، أصيبوا إصابات مختلفة فى أحداث الاشتباكات بين قوات الأمن، والمتظاهرين فى السويس بمحيط مديرية الأمن فى يوم الجمعة ذكرى الثورة، ما بين عامل بناء أصيب برصاصة فى يده «مصدر رزقه» ستقعده عن العمل أسابيع، وثائر نزل يهتف بمطالب لم ير أياً منها تحقق، فنال حظه من الرصاص فى بطنه كى يصمت. باسم غازى، عامل البناء 29 سنة، أصيب فى أصابع يده اليمنى بطلقات أقعدته عن العمل أسابيع يقضى بعضاً منها فى المستشفى الأميرى، يقول باسم: «الصباعين دول هما مصدر رزقى؛ لأنى بشتغل بنّا، بامسك بإيد المسطرين، وبالأخرى قالب طوب، راحت واحدة منهم، وكدة هقعد فى البيت، مع أنى عائل لأسرتى المكونة من أمى وأخواتى، ياريت الناس تفهم اللى حصل ده ضرنا إزاى». ويروى غازى أحداث الجمعة كما شاهدها قائلاً: «كنت فى شغل بالقرب من مقر مديرية الأمن، ومعى كاميرا صغيرة فوجدت الاشتباكات، فقررت الذهاب لتصوير الأحداث، وفوجئت بعساكر الأمن فتحوا النار على المتظاهرين بشكل عشوائى فجريت بسرعة إلى مكان للاختباء فيه، لكنهم كانوا لا يفرقون بين المختبئ وغير المختبئ ظننت أننى فى مأمن إلى أن أطلق أحدهم الرصاص ناحيتى، فأصبت فى يدى». يصرخ محمد جمال، صديق غازى ومرافقه فى المستشفى قائلاً: «يا ريت رئاسة الجمهورية تشوف الناس حالتهم إيه، الأحوال ضنك، ومحدش عارف ياكل لقمة عيشه بالحلال، الإخوان المسلمين بكدة بيشدونا للحرام مش للإسلام». أما سيد عبدالرحمن، 35 سنة، وأحد المصابين فى الاشتباكات، يقول سيد: «مطالب الثورة لم يتحقق منها أى شىء، شاركت فى المظاهرات منذ البداية إلى النهاية، وشاهدت عساكر الأمن، وهم يطلقون النيران على الناس بشكل عشوائى». ويروى سيد تفاصيل إصابته قائلاً: «كنت نازل طبيعى لأنى مشفتش أى مطلب من مطالب الثورة أتحقق، لا فيه عيش، ولا حرية، ولا عدالة اجتماعية، وعندما كنت فى المظاهرة بدأوا بضرب الغاز فلم نتراجع، وقذفونا بالطوب، وأصيب أحد الجنود فضربونا بالنار». أمجد فاروق، 20 سنة ذهب إلى التظاهر مع مجموعة من أصدقائه، وأصبت بطلقة حية، ونقل إلى المستشفى، وفى البداية أكد الطبيب أنه أصبت فقط بطلقات خرطوش، إلى أن حضر أخوه، وحاول أن يخلع عنه الملابس الغارقة فى الدم فوجد رصاصة 9 مللى أصيب بها من الخلف ونفذت إلى الأمام. الرصاصة جعلت أمجد لا يقوى على الكلام، تولى أخوه مهمة الحديث نيابة عنه، فقال: «حالته الآن صعبة جداً، لكنها أفضل من ذى قبل، الحمد لله على كل شىء لكننا خايفين إن أخونا يتحبس لأنه أصيب فى المظاهرات». ويقول أحمد شرف الدين، 19 سنة: «نزلت المظاهرات فى وقت متأخر والأحداث فى نهايتها، وقتها فوجئت بضرب النار فى كل مكان حاولت الاقتراب أكثر لاستكشاف ما يحدث فى محيط مديرية الأمن، فتلقيت طلقتين إحداهما فى الجنب، والأخرى فى البطن». وأضاف أحمد شرف الدين: «أتمنى أن يفهم الرئيس محمد مرسى أنه حرام عليه ما حدث، وحرام عليه تجاهله للشهداء والمصابين الذين تساقطوا، وللدم الذى سال».