تقيم الدار المصرية اللبنانية، ندوة يوم الخميس 31 يناير الحالي، عن مشروعها الثقافي الإبداعي الجديد "كلاسيكيات"، الذي يستهدف نشر كلاسيكيات الأدب العربي، على مدى العصور المختلفة في قاعة احتفالات ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته ال44. ويشارك في الندوة التي تعقد في الثانية ظهرا وتستمر ساعتين، الدكتور صلاح فضل، والدكتور جابر عصفور، والشاعر فاروق شوشة، والكاتب حلمي النمنم رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق. وقد أصدرت الدار خلال شهرين، خمسة عشر كتابا من المشروع، لمحمد حسين هيكل وأحمد أمين ومصطفى لطفي المنفلوطي، وابن المقفع وابن طفيل. و"كلاسيكيات" سلسلة أدبية وفكرية وثقافية جديدة، بدأت إصدارها في الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، صدر منها حتى الآن كتب: "العبرات والنظرات" (ثلاثة أجزاء)، و"الشاعر والفضيلة"، و"في سبيل التاج" و"ماجدولين"، و"الفاروق عمر" (جزءان)، وحياة محمد لهيكل، وحي بن يقظان لابن طفيل، والإلياذة والأوديسة (لهوميروس)، وفي منزل الوحي، وحياتي لأحمد أمين، والأدب الصغير والأدب الكبير (لابن المقفع)، وهي الكتب التي شكلت وجدان المصريين، وهي بشكلها الجديد لا تزال قادرة على إثارة الدهشة، والقيام بالدور نفسه لدى الأجيال الجديدة. وتحاول السلسلة الجديدة نشر التراث وتقديمه إلى القارئ العربي بصورة جديدة، فلم تكتف بنشر الكتب فقط، بل قام المسئولون عن السلسلة كما يقول الناشر محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، بشرح وضبط ما يصعب أو يغمض مدلوله على القارئ من الكلمات والعبارات. ويشرف على السلسلة محمد فتحي أبو بكر، الذي قدمها وعلق عليها و قام بتقديم وافٍ لكل المؤلفين والكتاب الكبار، من أعلام القرن العشرين الذين تنشر السلسلة كتبهم، عبر سرد سيرهم الذاتية، وأهم محطات حياتهم، ومؤلفاتهم وتأثيرها في زمنها، وفي الأجيال المتعاقبة، وكيف رآهم روّاد عصرهم وقرَّاؤهم، وهم بهذا يعدون في رأيه المثل الأعلى للشباب. السلسلة قدمها الدكتور صلاح فضل، الذي أكد أنها تمثل نافذة لمن يريد أن يتعرف على العقل العربي في أوج توهجه، وعلى لغة العلوم والآداب والفنون، وهي تتشكل بأنساقها الغنية. وعن معايير اختيار الكتب الكلاسيكية في السلسلة، قال فضل إنها تتراوح بين، إجماع أهل الذكر من العلماء والأدباء على أهميتها وتقدمها على غيرها، واعتراف الأجيال المتتالية بها، وبناؤهم على أسسها المعرفية والفنية، وتقديمها لأفضل ما يمكن أن يتعرف به الآخر علينا عند ترجمتها إلى اللغات الحية المختلفة. ويضيف فضل "على أن هذه الكلاسيكيات تشمل الإنتاج المعرفي والإبداعي في العصور القديمة بمراحلها المختلفة، ثم تختار من إنتاج العصور الحديثة، ما اكتسب قيمة، تضاهي الروائع التي تعتقت بفعل الزمن، وأصبحت ركيزة للعقل والوجدان في الوطن العربي كله، واستحقت وصف الكلاسيكية العريق". يقول الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، إن الغرض من نشر هذه السلسلة الجديدة، يتمثل في عدة أهداف منها أننا لاحظنا أن الشباب، خصوصا الذين يحاولون كتابة الأدب، لغتهم ضعيفة برغم أن لديهم أفكارا جميلة ورؤى عصرية، فحاولنا ربطهم بتراثهم القريب، كما أن بعض الكتّاب الراسخين، يجهلون هذا التراث أيضا. ومع بروز الإسلام في الجدل العام السياسي والاجتماعي، ومحاولة البعض تقديم صورة مشوّهة عنه، رأينا أن نقدّم إنجازات الحضارة الإسلامية في الثقافة والأدب، التي تدل على رحابة واتساع وتسامح هذا الدين الجليل للأجيال الجديدة، لوضعهم في قلب الصورة الصحيحة له، حتى لا يقعوا في التطرف والتعصب.