«كلاسيكيات» سلسلة أدبية وفكرية وثقافية جديدة بدأ إصدارها في الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، خرج إلي النور منها حتي الآن كتب: العبرات والنظرات (ثلاثة أجزاء) والشاعر والفضيلة أو «بول وفرجيني» وفي سبيل التاج وماجدولين أو «تحت ظلال الزيزفون» لمصطفي لطفي المنفلوطي. ورواية زينب أول رواية عربية متكاملة فنيًا وعُثمان بن عفان والصدّيق أبوبكر لمحمد حسين هيكل. وفي غضون أيام ستصدر مجموعة من الكتب منها: الفاروق عمر (جزءان) وحياة محمد لهيكل، وحي بن يقظان لابن طفيل، والإلياذة والأوديسة (لهوميروس)، وفي منزل الوحي، وحياتي لأحمد أمين، وهكذا خلقت والأدب الصغير والأدب الكبير (لابن المقفع). وستصدر بقية الكتب التي شكلت وجدان المصريين تباعًا، وهي بشكلها الجديد لا تزال قادرة علي إثارة الدهشة، والقيام بالدور نفسه لدي الأجيال الجديدة. ولأن الدار المصرية اللبنانية تحاول نشر التراث وتقديمه إلي القارئ العربي بصورة جديدة. السلسلة تنشر كتب أهم ثلاثة فرسان في بدايات القرن العشرين: الفارس الأول هو: أحمد أمين فموسوعة أحمد أمين مثلًا (فجر الإسلام) و(ضحي الإسلام) و(ظهر الإسلام)، تقدم صورة مشرقة ورائعة للإسلام الحضاري، الذي أسس كيانات معظم الدول الإسلامية، التي تحاول النكوص عنه الآن، فتناولت الإسلام وحضارته من شتي جوانبه أدبياً وفنياً وثقافياً وعلمياً، فلم يقتصر الإسلام علي الطقوس والفقه وفقط، بل امتد ليشمل جوانب الحياة كلها سياسة وإعاشة. وذلك هو السلاح القوي الماضي في مُواجَهة الهجمة الشرسة التي يشنها أعداء الإسلام هذه الأيام ضد العروبة والإسلام ونبيِّ الإسلام، وهو السلاح الفَعَّال في مُواكَبة هذا العصر، عصر المعلومات والمعرفة، وهو الذي يحقق الحاضِرَ الواعِدَ والمستقبل المُشرق للإسلام والأُمَّة العربية، والنهوض بها مِمَّا أصابها من ضَعْفٍ ووهن. يقول الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية: إن الغرض من نشر هذه السلسلة الجديدة يتمثل في عدة أهداف منها أننا لاحظنا أن الشباب خصوصًا الذين يحاولون كتابة الأدب لغتهم ضعيفة برغم أن لديهم أفكارًا جميلة ورؤي عصرية، فحاولنا ربطهم بتراثهم القريب، كما أن بعض الكتَّاب الراسخين يجهلون هذا التراث أيضاً. ويضيف محمد رشاد: ثم إنني سألت نفسي سؤالًا لماذا يهتم الغرب بتقديم تراثه دائمًا في طبعات عصرية، ويقدمها تقديمًا جديدًا للشباب هناك، ونحن هنا لا نفعل الأمر نفسه مع شبابنا، بل إن بعضنا يحاول تقديم التراث الغربي علي أنه التراث الوحيد للإنسانية وتلك مغالطة، فلدينا نحن أيضاً تراثنا العظيم الذي يستحق التقديم. وأخيراً، ومع بروز الإسلام في الجدل العام السياسي والاجتماعي، ومحاولة البعض تقديم صورة مشوّهة عنه، رأينا أن نقدّم إنجازات الحضارة الإسلامية في الثقافة والأدب، التي تدل علي رحابة واتساع وتسامح هذا الدين الجليل للأجيال الجديدة لوضعهم في قلب الصورة الصحيحة له حتي لا يقعوا في التطرف والتعصب.