أعلنوا عن أنفسهم عقب ثورة يناير 2011، لم يكن لديهم علم بما ستسفر عنه الأحداث، جمعهم الحب والتقدير للرئيس السابق مبارك، يصفون من يعتقد أن لديهم رغبة في عودته للحكم من جديد ب"الأغبياء"، هكذا هو حال صفحة "أنا آسف ياريس" التي تأسست قبل سقوط مبارك. قال عاصم أبو الخير أدمن الصفحة ل"الوطن" في ذكرى الثورة، إن الرئيس السابق مبارك، هو الوحيد الذي نفذ مطالب الثوار وأنه اعترف بأنها حق مشروع لكل مصري خاصة أن مطالبها لم يختلف عليها أحد. وأكد أبو الخير أنه ومحبي مبارك كانوا يؤيدون بقائه حتى انتهاء مدته الرئاسية، حتى يتم تسليم السلطة بشكل آمن، لأننا كنا نشعر بحجم الفوضى التي كانت ستحدث إذ ذهب مبارك من المشهد. وقال أبو الخير، إن رحيل مبارك وبيان التنحي، كان بمثابة الصدمة الكبيرى، خاصة أنهم شعروا حينها بالخطر الشديد الذي يصيب الوطن، عقب هذا القرار، وتحوله ل"كعكعة" يطمع بها الجميع، خاصة أن الثوار لم يسعوا جيدا لتحكيم عقولهم في الاستماع لخطابات الرئيس السابق مبارك، من منطلق "المصلحة الوطنية" والالتفات لما سيشهده المجتمع من الفوضى أو انقضاض أحد على مقاليد الحكم في مصر خاصة أن الرئيس السابق مبارك، قال حينها "سيصل بمصر الأمر إلى أوضاع يصبح معها الشباب الذين دعوا إلى التغيير والإصلاح أول المتضررين منها". وواصل أبو الخير حديثه ل"الوطن"، اليوم وفي الذكرى الثانية للثورة المصرية، أود أن أذكر جميع الثوار بأنهم لن يجدوا رئيسا مثل الرئيس السابق مبارك، لأنه اعترف بمطالبهم ورحل بعد 18 يوما، وهذا لن يتكرر مرة أخرى في التاريخ المصري مهما فعلتم ومهما امتلكتم من قوة، خاصة أنه تحمل المسؤولية واحترم القضاء، ونفذ الحكم في صمت ولم يهرب ولم يقبل الصفقات المشبوهة أو الخروج الآمن. وعن ما يقال بأن الثوار هم من أجبروا مبارك على الرحيل، رفض أبو الخير هذا الكلام بشدة وقال لم يجبر أحد مبارك على الرحيل، لأنه لم يفعل كما فعل كل من المشير طنطاوي الذي ظل يهتف الشعب ضده لشهور، ولم يستطع أحد إسقاطه، وكذلك لم يفعل مثل الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي لم يستجب منذ توليه الحكم وعلى مدار 6 أشهر لمطالب المتظاهرين وشهد عهده عدد كبير من القتلى والمصابين، فمبارك فضل مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية واحترم رغبة شعبه. وأشار إلى أن هناك فرق كبير بين الرئيس السابق مبارك والرئيس مرسي، خاصة أن مبارك ضحى من أجل شعبه واحترم رغبته ونفذ مطالبهم، ولكن الرئيس مرسي على استعداد أن يضحي بالشعب أجمعه من أجل مصلحة جماعته فقط. وعن مشاركتهم في مظاهرات الغد، أعلن أبو الخير، عدم مشاركته بشكل شخصي في هذه المظاهرات التي كانت السبب في الإطاحة بالرئيس السابق مبارك، مؤكدا أنه لم يمنع أحدا من أعضاء الصفحة من المشاركة في مظاهرات الغد. وعن سبب عدم المشاركة، قال "هناك أكثر من سبب لعدم المشاركة، منها أن هذه المظاهرات لن تكون إلا لساعات قليلة من الغضب وستنتهي بالفشل، كما فشلت كافة المظاهرات قبل ذلك، لأن من سيشارك في الغد ليس لديه نفس المقومات التي تمتلكها جماعة الإخوان المسلمين، وعن السؤال عن مقومات الإخوان قال، إنهم "لديهم من التنظيم الداخلي والخارجي ما يجعلهم يستطيعون اقتحام السجون والأقسام في وقت واحد لإحداث انفلات أمني وفوضى كما حدث في مظاهرات يناير، ولديهم من الإمكانيات ما يأهلهم للاستمرار في الاعتصام لشهور متواصلة حتي يتحقق مأربهم، وذلك بجانب ميليشياتهم التي تستطيع الصعود فوق أسطح العمائر لإشعال الأحداث وتصعيب الموقف". وأضاف أنه لن يتحقق ثورة حقيقية على الإخوان، إلا بعد أن يتوقف الثوار عن نغمة "فلول وثوار" التي ذرعها ورسخها الإخوان في عقولهم، خاصة أنهم المستفيد الأول من إحداث انقسام وانشقاق بين فئات الشعب المصري حتى لا تظهر قوة شعبية صلبة تستطيع مواجهة جماعة الإخوان مع العلم أن أول من وضع أيديهم في أيادي الفلول هم الإخوان وإنهم على استعداد أن يضعوا أيديهم مع الشيطان طالما سيحقق مرادهم ومصالحهم. وحول رفض العديد من الثور، لمشاركة محبي الرئيس السابق مبارك في احتفالات الثورة، قال أبو الخير، هذا أمر هزلي، لأننا منذ الوهلة الأولى من أحداث يناير لن ننزل التحرير إطلاقا وعلى الرغم من نفينا التام عدم المشاركة، إلا أن بعض القوى تتدعي أنهم طردونا من الميدان الذي ليس حكرا أو ملكا لأحد ولو أردنا النزول لن يستطيع أحد أن يمنعنا ولكننا نفضل دائما الاكتفاء بمتابعة الأحداث أمام شاشات التليفزيون أو على وسائل الإنترنت. وأخيرا قال أبو الخير، يكفينا شرفا أننا لم نكن ممن عصروا الليمون على أنفسهم، أو ممن أغرقوا الشعب المصري في أعماق الانتكاس، فالجميع اليوم يعلم تماما أننا كنا على صواب في كل ما حذرنا منه، ولكن لن يسمع ولن يلتفت لنا أحد، واكتفوا فقط بمهاجمتنا وعدائنا، مؤكدا إن النضال سيظل مستمر ضد جماعة الإخوان.