المكان واحد.. والزمان واحد.. والمواطن هو نفسه، لكن دعوات النزول إلى ميادين مصر مختلفة إلى حد التناقض، فالحشد الذى يُجرى الإعداد له لنزول المواطنين إلى الشارع فى 25 يناير، تعددت أسبابه وتناقضت فعالياته، للحد الذى أصاب البعض بالحيرة.. فهل مشاركته ستكون احتفالية أم اعتراضية، سلمية أم تصعيدية، لإسقاط «هيبة» النظام أم لإظهار «خيبته» فقط.. وقبل كل هذا، هل سينزل لاستكمال الثورة أم لبدء ثورة جديدة؟ «لا تلوموا الشباب الذى فقد الثقة فى المسار السياسى، الذى ضيع من عمر الثورة عامين، حين يريد استعادة مساره الثورى وخروجه من الصندوق الكئيب الذى رُسم له لإجهاض ثورته»، هكذا عبّرت حكومة ظل الثورة فى بيان لها، عن المسار الذى ستسير عليه فى 25 يناير، إلا أن الصندوق الذى قالت إنها ستتمرد عليه، هو ما يدعو الناشط السياسى وائل غنيم إلى النزول لحمايته من التزوير، رافضاً أى دعوات لإسقاط رئيس شعبى منتخب. فى الوقت الذى دعت الدكتورة كريمة الحفناوى، القيادية بجبهة الإنقاذ الوطنى، إلى الاعتصام داخل ميدان التحرير يوم 25 يناير لبدء الثورة من جديد، أكد ل«الوطن» الدكتور وحيد عبدالمجيد، عضو اللجنة السياسية بالجبهة، أن الحديث عن الاعتصام من عدمه سابق لأوانه، وأنه سيتحدد وفقاً لتطورات الأحداث، وبيان جبهة الإنقاذ كان واضحاً فى هذا الشأن، وأى آراء أخرى هى اجتهادات شخصية. المشهد الذى يراه البعض مربكاً علق عليه الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، بأنه أمر طبيعى، لأن القوى السياسية مختلفة، حتى تلك التى شاركت فى صنع الثورة، فبعضها يسعى لإسقاط النظام، لشعورهم أن «الإخوان» سرقوا الثورة، والبعض الآخر يريد استكمال الثورة وليس إسقاطها بإسقاط رئيس منتخب، وهناك تيار ثالث يرى أن الأحزاب الإسلامية هى المعبر الرئيسى عن الشارع، ويجب النزول للاحتفال بذكرى الثورة، بالرغم من هذا الرأى، يرى وحيد عبدالمجيد أن كل البيانات والدعوات تسير فى نفس الاتجاه وتختلف فقط فى الشعارات، أما الأطراف التى تسعى للنزول من أجل الاحتفال، هم قوى الثورة المضادة.