يتوجه وفد شعبي مكون من 13 شخصية سياسية وبرلمانية وممثلين عن الأزهر والكنيسة والإعلام والملق الحقوقي، اليوم الأحد، إلى إيطاليا في محاولة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بعد تكدير صفوها مؤخرًا جراء أزمة مقتل الناشط الإيطالي جوليو ريجيني، وفي هذا الإطار أكد عدد من الدبلوماسيون أن الوفود الشعبية لها أهمية خاصة في دعم العلاقات والتقارب الشعبي بين الدول، والتأثير القوي على الرأي العام لدى الشعوب. رخا حسن: ليست كل القضايا تحل بالوفود الشعبية قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إنه لا يمكن حل كل القضايا والأزمات بالوفود الشعبية، وخاصة في قضية مثل أزمة "جوليو ريجيني"، لأن إيطاليا لديها تساؤلات ربما لا يستطيع الوفد الإجابة عنها، لاسيما بعد سفر وفد من النيابة العامة، وبالتالي فإن القضية معقدة للغاية. وأضاف حسن في تصريح ل"الوطن"، أن إرسال الوفود يندرج تحت مسمى "الدبلوماسية الشعبية"، التي يمكنها أن تحقق نتائج جيدة من خلال التواصل بين الجهات غير الرسمية مثل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ما يعكس اهتمام المجتمع المصري ممثلا في أحزابه بالقضية، ويبعث برسالة أن القضية موضع اهتمام الطرفين المصري والإيطالي، ويؤثر على الرأي العام هناك. رخا: لابد من خضوع الوفود الشعبية لمعايير قوية في الإختيار لضمان نجاحها وأشار حسن إلى ضرورة وجود معايير تحدد أعضاء الوفود الشعبية، التي تسافر في حل القضايا المجتمعية، فيجب أن تكون المجموعة المرشحة للسفر متنوعة ما بين رجال الأعمال، والسياحة، والفن، والإعلام، ويربطها صلات قوية بالجانب الايطالي، كأن يكون درسوا أو عاشوا بها، أو لديهم أعمال فيها، حتى يكون هناك قنوات جاهزة للاتصال المباشر والحديث على أرضية مشتركة، وبالتالي فإن المجموعات المرشحة دائمًا تختلف من دولة إلى أخرى. وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن إيطاليا أكثر حرصًا من مصر على استمرار العلاقات بين البلدين، لأنها ترتبط معها بمصالح مشتركة، وأرباح، وتجارة، واستثمارات، ولكنها تواجه ضغوط شعبية من المجتمع المدني، وتساؤلات كثير حول الأسباب والدوافع وراء هذه الجريمة، مُشيرًا إلى أن تسليم وفد النيابة العامة لبعض التسجيلات ربما أعطى إجابات لبعض الأسئلة التي تطرح في المجتمع الإيطالي. زيارة بابا الفاتيكان رسالة سلام لأكثر من مليار كاثوليكي ولفت حسن إلى أهمية زيارة بابا الفاتيكان والتواصل معه، لإرسال رسالة بأن مصر دولة خالية من التعصب الديني، والعنف والارهاب والقتل، لافتًا إلى أن الفاتيكان هو الرأس الموجه بصفة عامة لأكثر من مليار كاثوليكي في العالم، كما أن جوليو ريجيني أيضًا مواطن مسيحي كاثوليكي، وبالتالي فإن البابا مهتم بالكشف عن مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة. ومن جهته قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الوفود الشعبية تساعد على التواصل وامتداد العلاقات، وتعمقها ليس على المستوى الرسمي بين الدول والحكومات فقط، وإنما بين الشعوب من خلال الزيارات المتبادلة بين الوفود الشعبية في المناسبات المشتركة، وكافة صور الاقتراب بين الدول. وأضاف بدر في تصريح ل"الوطن"، الوفود الشعبية هي عامل مساعد له قيمته وفائدته لأنه يؤثر على مستوى الرأي العام، ومستوى دعم وتعميق الشعبية، واقناع الأطراف الشعبية على مستوى واسع، لافتًا إلى أن نجاح كل هذا يتوقف على قدرة وكفاءة أعضاء هذه الوفود، والبرامج الخاصة بها، وبالتالي لابد من اختيار أعضائها بعناية. وتمنى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن يكون اختيار أعضاء الوفد الشعبي المصري المتجه مساء اليوم إلى إيطاليا مناسب، وتابع:"إحنا مش باعتين وفد يعيط أو يعتذر، لاباعتين ناس تقول إحنا حريصين عليكم وعلى علاقاتنا الطيبة والحسنة معكم، والابتعاد عن سوء تناول القضايا والمبالغة في تناولها". ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى ضرورة التنوع في عنصر الوفد الشعبي المتجه إلى إيطاليا، بحيث يتم تشكيله بناءً على الجهة الوافدة، على أن يتضمن عدد من جمعية الصداقة المصرية الإيطالية، والطلاب، ورجال الأعمال، والأكاديميين، والإعلاميين، والصحفيين، والفنانين، خاصة وأننا نمتلك في روما أكاديمية فنية. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التنوع في العناصر المشاركة يثري الوفد وساعد في تسهيل مهمته، بحيث تتولى كل فئة مخاطبة الفئة المماثلة لها، كما شدد على ضرورة اختيار برنامج الوفد المسافر بعناية، والأطراف التي يجلسون ويتحاورون معها لتوصيل أرائهم. وأشار بدر إلى أن الوفود الشعبية يُمكنها أن تكون وسيلة لدعم الاتصال الرسمي، وتوصل مزيدا من الفهم في وجهات النظر بين الدول، لاسيما عند الحديث مع شعب صديق وقريب من الشعب المصري تاريخيا، وفي الانتماء المتوسطي، والعلاقات البشرية، حيث أن الإيطاليون كانوا يشكلون جاليات ضخمة في الإسكندرية والقاهرة. فيما قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أنه سيلتقي مساء اليوم، الوفد قبل سفره، إلى إيطاليا لحثهم على توجيه مسار زيارتهم إلى روما في اتجاه؛ لتأكيد اهتمام الشارع المصري بالتواصل بين البلدين، وليس لحل أزمة رجيني.
محمد العرابي: الوفد الشعبي المتجه إلى إيطاليا يهدف لتحسين العلاقة بين الشعبين وليس لحل أزمة ريجيني وأضح العرابي، ل"الوطن"، أن سفر الوفد الشعبي إلى إيطاليا يعكس اهتمام المجتمع المصري بالقضية، إلى جانب دعمه لاستمرار العلاقات، لافتًا إلى أن الوفد المتجه مساء اليوم إلى إيطاليا سيتبنى الترويج وتأكيد حرص الشعب المصري على العلاقات بين البلدين، وليس لحل أزمة جوليو ريجيني. محمد العرابي: الوفد الشعبي المتجه إلى إيطاليا لايمثل الدولة ولا البرلمان وأشار العرابي، إلى أن البرلمان لا يتدخل على الإطلاق في اختيار أعضاء الوفد المتجه إلى إيطاليا، مؤكدًا أنهم لا يمثلون البرلمان، ولا الدبلوماسية الرسمية، وزيارتهم ليس لها علاقة مباشرة بأزمة جوليو ريجيني، وإنما تهدف إلى تأكيد اهتمام الشعب المصري باستمرار العلاقة بين مصر وإيطاليا، ولذا تضمنت زيارة بابا الفاتيكان.