قررت محكمة جنايات العاصمة الجزائرية، مساء اليوم، تأجيل محاكمة 12 إرهابيا من كبار قادة تنظيم القاعدة بجنوب البلاد ودول الساحل إلى الدورة الجنائية المقبلة. ومن بين المتهمين خمسة عناصر هاربة، يأتي على رأسهم زعيم كتيبة "طارق بن زياد" عبدالحميد أبوزيد (اسمه الحقيقي غذير أحمد)، وزعيم سرية "الملثمين" مختار بلمختار، المسؤول عن احتجاز الرهائن بالمنشأة الغازية بمدنية عين أمناس بولاية إليزى الواقعة جنوب البلاد، الأربعاء، وهو الحادث الذي أسفر عن مصرع 80 عاملا جزائريا وأجنبيا وإرهابيا. وجاء قرار المحكمة بالتأجيل بسبب غياب أحد المتهمين. وكانت جهات التحقيقات وجهت لتلك العناصر جرائم حيازة مواد متفجرة ونقل عتاد حربي وأسلحة بغرض تنفيذ مشاريع إجرامية داخل الأراضي الجزائرية. وتعود وقائع القضية إلى عام 2011، عندما تمكنت أجهزة الأمن من إلقاء القبض على سبعة أشخاص يدعمون الجماعات الإرهابية الناشطة داخل وخارج البلاد. وأظهرت التحقيقات أن هذه العناصر يدعمون تنظيم "حركة الصحراء من أجل العدالة والإسلامية" بجنوب البلاد بالأسلحة والمتفجرات، بالإضافة إلى تدريب المنخرطين من أجل تنفيذ مخططات إرهابية. وكان عناصر التنظيم، الذي يقوده "بشنب محمد لمين"، قائد مجموعة اقتحام منشأة الغاز بمدنية عين أمناس الذي لقي مصرعه في العملية، نفَّذ خلال الشهور الماضية عدة عمليات إرهابية، استهدفت المؤسسات البترولية بالجنوبالجزائري وأنابيب الغاز. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نفذ سلسلة من التفجيرات الانتحارية بالجزائر، كان أخطرها التي وقعت عام 2007، واستهدفت مقرات رئاسة الحكومة والمجلس الدستوري ومراكز أمنية ومكاتب الأممالمتحدة، وأدت إلى مقتل العشرات وأصابة المئات. كما أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع يوم 26 أغسطس عام 2011، واستهدف الأكاديمية العسكرية بمدينة شرشال، الواقعة غرب الجزائر العاصمة، وخلَّف 18 قتيلا و20 جريحا.