كلفت نيابة جنوبالجيزة الكلية اللجنة المشكلة من 3 أساتذة بكلية الهندسة لإعداد تقرير حول كارثة البدرشين التى راح ضحيتها 18 مجنداً وأصيب 108 آخرون، وتضمن تكليف النيابة للجنة فحص القطار والمركبات الخاصة به والوصلات التى مر بها منذ انطلاقه من أسيوط حتى البدرشين وأيضاً الجرار وفحص القضبان منذ قبل دخول القطار محطة البدرشين حتى حدوث الكارثة، كما طلبت النيابة من اللجنة فحص قطار البضائع الذى اصطدمت به العربة الأخيرة للقطار وبيان ما إذا كان مكان تخزينه صحيحاً من عدمه.. تجرى التحقيقات بإشراف المستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة وبمعرفة 20 عضواً من أعضاء النيابة العامة بإشراف أسامة حنفى رئيس نيابة الحوادث. وتحفظت النيابة على جهاز الآى سى الخاص بالسرعات وتحركات القطار، وخاطبت النيابة وزارة الداخلية لمعرفة أسباب اختيارها للقطار بعد أن تبين أن الوزارة اتفقت مع هيئة السكة الحديد على دفع مبلغ 44 ألف جنيه مقابل نقل الجنود من محطة أسيوط إلى القاهرة، وأيضاً تبين أن نوعية هذه القطارات متهالكة وقديمة جداً، وطلبت النيابة ملف القطار بالكامل من هيئة السكة الحديد ونوعية تلك القطارات بعد أن كشفت أقوال العاملين والمسئولين بالهيئة عن أن تلك النوعية متهالكة. وانتهت النيابة من سماع أقوال 108 مصابين فى 8 مستشفيات، وذلك بعد أن قامت بحصرهم من خلال وسائل الإعلام ووزارة الصحة وضباط الشرطة، وناظرت 18 جثة وصرحت بدفنها، واستدعت جميع المسئولين فى هيئة السكة الحديد لمعرفة التفاصيل. وجدد قاضى المعارضات بمحكمة جنوبالجيزة تجديد حبس سائق القطار 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وذلك بعد أن وجهت له النيابة تهمة القتل والإصابة الخطأ ل18 مجنداً من قوات الأمن المركزى وإصابة 117 آخرين عقب خروج عربة من القطار. وكان المتهم قد تم اقتياده من محبسه بقسم البدرشين إلى المحكمة فى حراسة أمنية مشددة أشرف عليها اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية، ودخل المتهم حجز المحكمة وتم تجديد حبسه أمام قاضى المعارضة بمحكمة جنوبالجيزة وتمت إعادته مرة أخرى إلى محبسه. وقالت مصادر قضائية مطلعة على التحقيقات إن النيابة العامة سوف تعيد التحقيقات مع السائق عقب الانتهاء من سماع أقوال المسئولين والفنيين والمهندسين بالهيئة، لمواجهته بأقوالهم. كشفت تحقيقات نيابة جنوبالجيزة الكلية فى كارثة «قطار البدرشين» عن مفاجأة فى التحقيقات بوجود عيوب فنية فى «عجل القطار والفرامل بالقطار الحربى مما أدى إلى حدوث الكارثة».. تجرى التحقيقات بإشراف المستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة وفريق من النيابة يضم كلاً من محمد شقير رئيس النيابة وأسامة حنفى رئيس نيابة الحوادث، وأضافت التحقيقات والتحريات أقوال عامل البرج أنه عقب دخول القطار المحطة شاهد «شرار» خارج من العربة الأخيرة فى القطار، وما هى إلا دقائق وحدثت الكارثة. وقالت مصادر قضائية وأمنية إن تحريات المباحث وتحريات شرطة النقل توصلت إلى عيوب فنية فى القطار قبل خروجه من المحطة بأسيوط، وأضافت المصادر أنه تمت مخاطبة النيابة بأسيوط والمنيا وتحديد المسئولين عن خروج القطار دون فحصه لضمهم متهمين فى القضية وإحالتهم للمحاكمة خلال الساعات القليلة القادمة، واستعجلت النيابة تقرير اللجنة المشكلة من قِبل أساتذة الهندسة للوقوف على أسباب الحادث. وكان السائق قد خضع للتحقيقات وسرد أقواله، وقال إنه بحلول الساعة الثالثة عصراً كان متوقفاً على رصيف السكة الحديد بأسيوط لإجراء الإجراءات الإدارية المتبعة دائماً قبل خروج أى قطار من الورشة وبدء رحلته، وأضاف السائق أن هناك إجراءات كثيرة يتم اتخاذها قبل التحرك، حيث يقوم المشرف الفنى ومهندس الصيانة بالكشف على القطار ويوقع السائق على تقريرهما بسلامة القطار ثم يقوم «ميكانيكى» بفحص القطار والمفصلات التى تربط بين عربات القطار ويوقع السائق للمرة الثالثة على سلامة القطار ويقوم بتسلم الجرار ويخرج به من المحطة. وفى هذه الأثناء سألته النيابة: هل قام المتخصص بمعاينة القطار وفحصه قبل التحرك من أسيوط؟ فأجاب السائق أن المختص نظر على القطار من الخارج وقال لى: «تمام، اتحرك بالجرار»، على الرغم من أنه يجب أن ينزل تحت الجرار ويتأكد من قوة ربط العربات ببعضها البعض، فعاود المحقق «هيثم سعيد» سؤاله: كيف تتسلم قطاراً لم يعاينه المختص جيداً ويتأكد من سلامته؟ فأجاب أنه خرج بالقطار فى حالة طبيعية بعد الكشف الفنى عليه ومناظرة الفنيين والمهندسين له كالمعتاد قبل تحركه، مؤكداً أن فنيى الصيانة سلموا القطار وأنه لا يُسأل عما حدث قائلاً: «دا شغلهم أنا مافهمش فيه، هما اللى بيفحصوا ويقولولى خده».