يقوم شقيق عبدالله أوجلان، زعيم المتمردين الأكراد، بزيارته في السجن اليوم، بعدما ألقى مقتل ثلاث ناشطات كرديات في باريس بظلاله على محادثات السلام الوليدة التي يجريها مع السلطات التركية. وبدأ الحوار، الذي تقول تقارير إعلامية تركية إنه أفرز إطارا للمفاوضات الكاملة، بعدما دعا أوجلان مئات السجناء من حزب العمال الكردستاني إلى إنهاء إضراب عن الطعام في نوفمبر الماضي، وهي مناشدة وجهها عن طريق شقيقه. ويُحتجز أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المتمرد، منذ فترة طويلة في حبس انفرادي فعلي، بعد القبض عليه عام 1999. ولا تزال زيارته تخضع لقيود مشددة، بل إن محاميه لم يروه منذ 16 شهرا. وكشفت تركيا في العام الجديد أنها بدأت التباحث مع أوجلان بشأن كيفية إنهاء صراع قُتل فيه أكثر من 40 ألف شخص، منذ حمل حزب العمال الكردستاني السلاح لإقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا. وذكرت وكالة الأناضول للانباء، التي تديرها الدولة، أن شقيقه محمد أوجلان أبحر بقارب إلى جزيرة إمرالي من ميناء جمليك في شمال غرب تركيا، في وقت مبكر من صباح اليوم. وكانت آخر مرة سمحت فيها السلطات التركية لمحمد أوجلان بزيارة شقيقه في السجن في نوفمبر. وجاءت أحدث زيارة بعدما عُثر على ثلاث نساء كرديات، شاركت إحداهن في تأسيس حزب العمال الكردستاني، مقتولات في باريس يوم الخميس، في حادث اعتبره الكثيرون محاولة لتخريب تحركات السلام الوليدة. وأثار حادث باريس موجة تكهنات محمومة بشأن الجهة التي تقف وراءه، وسيكون هناك اهتمام كبير برأي أوجلان في الواقعة. وقال رجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء التركي، إن الأدلة الأولية تشير إلى نزاع داخلي في حزب العمال الكردستاني، أو أن محاولة لعرقلة محادثات السلام ربما تكون الدافع وراء القتل. وألقى حزب العمال الكردستاني باللائمة على عناصر مجهولة داخل الدولة التركية أو قوى أجنبية، فيما لم يعطِ المحققون الفرنسيون أي مؤشر على الجهة التي ربما تكون مسؤولة عن الحادث. ومن الكرديات الثلاثة اللائي قُتلن في باريس سكينة جانسيز، عضو مؤسس بحزب العمال الكردستاني ومعروفة بين القوميين الأكراد، ويُعتقد أنها مُمَوِّلٌ مهم للحزب في أوروبا. ويتمركز مقاتلو الحزب بصورة أساسية في شمال العراق. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.