بتشديدات أمنية غير مسبوقة عززت قوات الشرطة والجيش من تواجدها أمام أكاديمية الشرطة بالتجمع الأول استعدادا لصدور الحكم التاريخي على الرئيس السابق حسني مبارك، حيث كثفت قوات الأمن المركزي من تواجدها في محيط الأكاديمية ونشرت أعدادا كبيرة من تشكيلات الأمن المركزي وقوات الأمن، بالإضافة إلى المدرعات ومدرعات الجيش والحواجز البشرية التي تم وضعها للفصل بين أنصار الرئيس السابق ومعارضيه من أهالي الشهداء. وتمركزت 6 مدرعات مصفحة تابعة لوزارة الداخلية و6 مدرعات أخرى تابعة لقوات الشرطة العسكرية بالإضافة إلى عدد كبير من سيارات الشرطة والأمن المركزي أمام السور الخارجي المجاور للبوابة رقم 8 والتي تم تخصيصها لدخول المحامين عن المتهمين والمدعين بالحق المدني، وممثلي وسائل الإعلام والصحفيين، فضلا عن حوالي 15 سيارة إسعاف توزعت على المنطقة المقابلة للأكاديمية. وقامت قوات الشرطة بوضع الحواجز الحديدية المحاطة بتشكيلات الأمن المركزي في محيط البوابة وعلى مسافة حوالي 500 متر حيث تم تخصيص لجانب الأيمن للبوابة لأنصار الرئيس السابق ومؤيديه من أعضاء صفحة "أنا آسف يا ريس"، بينما تم تخصيص الجانب الأيسر للبوابة وعلى مسافة بعيدة لأهالي الشهداء والمصابين الذين يحرصون على متابعة الجلسات، وفصلت بينهم منطقة عازلة من الجنود ومركبات الشرطة والجيش. ومن جانبها نشرت قوات الأمن العام عددا من الضباط والجنود الذين يمتطون الأحصنة، بالإضافة إلى عدد من سيارات الشرطة على طول المسافة المحيطة بالسور الخارجي للأكاديمية، والذي قامت الأجهزة الأمنية وإدارة الأكاديمية بتعليته لأكثر من 6 أمتار استعدادا لتأمين المحاكمة، كما وضعت أعلاه الأسلاك الشائكة، لمنع أي شخص من التسلل خلاله إلى داخل الأكاديمية. ومنذ الساعات الأولى من الصباح حرصت أعداد كبيرة من أهالي الشهداء على الحضور، وبدأت ب3 أتوبيسات قادمة من محافظة الإسكندرية وصلت في السابعة وخمس دقائق، وكانت تقل حوالي مائتي شخصا يحملون اللافتات المنددة بنظام الرئيس السابق وأفراد أسرته من بينها لافتة كبيرة كتبوا عليها : "إعدام مبارك مطلب المصريين"، ومطالبين بالقصاص منه ورددوا الهتافات المعادية لمبارك من بينها : "الدم الدم .. التار التار"، و "ألف سلامة وألف تحية على شهداء اسكندرية". ووقعت أول حالة إغماء بين أهالي الشهداء حيث فقدت والدة الشهيد أحمد عادل أحمد، وعيها، خلال الهتافات المطالبة بالقصاص من مبارك، وتم حملها لسيارة الإسعاف لتلقي العلاج اللازم، بينما حمل أهالي الشهداء أحد الأشخاص وقاموا بتغطية وجهه وجسده بقماشة كبيرة وقاموا بعمل نعش، وهتفوا "المخلوع أهه". كما احتشد عدد من ائتلاف مصابي الثورة مع أهالي الشهداء ورددوا هتافات منادية بالقصاص من مبارك والعادلي المتسببين في إصاباتهم بإصابات بالغة لا زال بعضهم يعالج منها حتى الآن. رمضان عبد الحافظ، 43 سنة من الإسكندرية وخال الشهيد محمد مصطفى، الذي قتل يوم جمعة الغضب، وقف وسط المتظاهرين من أهالي الشهداء حاملا صورة نجل شقيقته الشهيد، وقال ل "الوطن" إعدام مبارك هو الحل الوحيد ولن نقبل بغيره للقصاص من جرائمه التي ارتكبها طيلة 30 عاما في حق الشعب المصري، وأضاف بأن من استشهد له شخص خلال الثورة أو قتل على يد الشرطة أو أفراد النظام السابق فلن يكون له رأي مغاير لذلك مؤكدا أن مبارك كان يجب ان يقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى وليس قتل المتظاهرين فقط أو الفساد المالي. وعلى الجهة الأخرى حضرت وسائل الأعلام المصرية والعربية والعالمية بكثافة وتم تخصيص مكان لهم بجوار أهالي الشهداء على يمين البوابة رقم 8 ووضعوا الخيام والسيارات الخاصة بهم، بعد أن استعانت الأجهزة الأمنية بكلبين بوليسيين لتفتيش السيارات التي تدخل إلى المنطقة الملاصقة لسور الأكاديمية.