نعلم جميعاً أن نسبة لا يستهان بها من المصريين صوتت لصالح الدكتور محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية على أساس ما قدمه من وعود، والأهم أنه حدد زمناً واضحاً لتحقيقها قدره هو وليس نحن بمائة يوم!! ولكن حوار الرئيس مرسى مع شبكة سى إن إن الأمريكية حمل لنا أخباراً تخالف تماماً ما قدمه محمد مرسى المرشح الرئاسى اعتبر د.مرسى أن هناك خطوات لا بد أن تتخذ لبدء الاستقرار الأمر الذى قد يستغرق 6 أشهر أو سنة!!.. والأهم هو ما قاله بعد ذلك من أنه للوصول إلى 60٪ أو 70٪ مما نريده قد يستغرق الأمر، 5 أو 10 سنوات، لذا علينا أن نتحلى بالصبر؟! أى أن الدكتور مرسى انتقل بسلاسة وأريحية مذهلة من مائة يوم لتنفيذ وعوده إلى ما هو أكثر من عشر سنوات؟! وهو ما يعنى أننا أمام منهج إخوانى واضح بقول الشىء فى مرحلة ونقيضه فى مرحلة تالية، حيث إن قراءتى للمطالبة بالصبر تعنى أن هذا الحكم لن يحل لنا أياً من مشاكلنا والتى كانت المحرك الأساسى للثورة على النظام السابق بل هو يطالبنا بالصبر؟! على إخفاقه فى سلوك طريق الثورة وتطبيق شعاراتها الأساسية عيش، حرية، عدالة اجتماعية! ويعنى كلام الرئيس بهذا الصدد.. أنه بعد مشاركة لا مغالبة ثم الإعلان الواضح الآن بالسعى إلى شغل 100٪ من مقاعد البرلمان.. وبعد شبه التعهد بعدم التقدم لانتخابات الرئاسة ثم ترشيح د.مرسى الذى فاز رغم تضافر جهود كثيرة ومتنوعة بفارق ضئيل عن المرشح المنافس الفريق أحمد شفيق ثم وخلافاً لما أعلنه الدكتور مرسى من أنه ليس طالب سلطة، إذ به يفاجئنا فى حواره مع القناة الأمريكية بأنه باقٍ لما بعد العشر سنوات، إذ لن يكون قد تحقق خلالها، إلا 60 أو 70٪ مما نريده!! وللبقاء فى السلطة إلى أبعد مدى ممكن تكررت الآن نغمة «إدولو فرصة» ولحقت بها الآن نغمة عزفها الرئيس فى السى إن، هى أن إنجاز 70٪ مما نريده يستغرق 10 سنوات.. فاصبروا؟!.. وبينما نحن نصبر، يتحدث المطالبون بالصبر عن عجلة الإنتاج المتوقفة وكأن صيانة المصانع المغلقة أو إجراء عمليات إحلال سريعة ليس بغرض توفير فرص عمل جديدة للملايين من الشباب العاطل بل على الأقل حتى لا يتضخم طابور البطالة بملايين جديدة، معضلة أو فزورة لا تجد من يحلها، بدلاً من إغراقنا فى متاهات جهود تكميم الأفواه وتحديد سن زواج غير الحائض!!.. وتكفير علماء بالأزهر الشريف، فالعجلة تدور إن هى وجدت أساساً وتتعالى أصوات الآن، كانت صامتة تماماً إبان الحكم السابق تذكرنا بأننا نعيش الآن أزهى عصور الحرية؟! وكأن الحرية منحة أو منة.. وكأن الحرية لم يدفع ثمنها آلاف الشهداء من الشباب المصرى وأن التفريط فيها الآن هو بمثابة خيانة لهؤلاء النبلاء الذين ضحوا من أجلها بأرواحهم!! وحتى تخرج مصر من كبوتها اليوم قبل الغد!!