سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توقعات باستمرار أزمة الوقود حتى تشكيل حكومة جديدة.. والعجز يصل «وطنية» هيئة البترول: نقص السيولة و«الشائعات» سببا الأزمة.. الغرف التجارية: الحكومة تخطط لزيادة الأسعار
واصلت أزمة نقص السولار والبنزين تفاقمها فى معظم محافظات الجمهورية، بعدما خلت أغلب محطات الوقود منهما لعدة أيام، بما أدى إلى توقف سيارات النقل الثقيل عن العمل لعدم وجود سولار، كما عادت طوابير المواطنين، مرة أخرى، للاصطفاف داخل محطات الوقود، وهو المشهد الذى تصدر الشارع المصرى فى الساعات الأخيرة. وتوقع الدكتور حسام فرحات، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالغرف التجارية، استمرار الأزمة حتى نهاية العام المالى الحالى وتشكيل الحكومة الجديدة، وأرجع الأزمة لعدة أسباب أولها نقص السيولة اللازمة لتدبير الاحتياجات من البنزين والسولار وعجز الموازنة عن الوفاء بالأموال اللازمة فى الأوقات المحددة، وهو ما يتسبب فى تفاقم الأزمة. وقال فرحات ل«الوطن»: إن القصور الشديد والأخطاء الإدارية المستمرة والمتراكمة لمسئولى هيئة البترول، فضلا عن عدم المكاشفة والتضليل الذى تنتهجه الهيئة لخداع الرأى العام فيما يتعلق بنقص المنتج فى جميع المحافظات، تسبب فى وجود فجوة بين العرض والطلب، مؤكداً أن كل المؤشرات تدل على أن الحكومة تخطط لرفع الأسعار بتركها الأزمة تستفحل دون حل، لعجزها عن الوفاء بدعم المنتجات البترولية والوقود، نافياً تورط التجار فى حدوث الأزمة، وأشار إلى معاناة شركة «وطنية» التابعة للقوات المسلحة من الأزمة. وقال الكيميائى عمرو مصطفى، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، إن سبب الأزمة الحالية هو الشائعات التى تُروج فى السوق من آن لآخر، بما دفع المواطنين للتكالب على المحطات وتخزين السولار بصفة خاصة، كما راجت شائعات أخرى هدفها رفع أسعار البنزين 80 وتحقيق أرباح من بيع السولار والبنزين فى السوق السوداء. ونفى مصطفى نية الحكومة زيادة أسعار المنتجات البترولية، خصوصا البنزين والسولار، وقال: «إذا كانت الوزارة تعتزم زيادة الأسعار كانت ستقوم أولا بإبلاغ شركات التسويق قبلها بمدة كافية وهو ما لم يحدث حتى هذه اللحظة»، وتوقع حدوث انفراجة خلال الفترة المقبلة، مؤكداً وجود سفينتين فى ميناءى السويس والإسكندرية محملتين ب65 ألف طن من البنزين، بجانب 3 سفن محملة ب105 آلاف طن من السولار ستُطرح فى الأسواق قريباً. وفيما يتعلق بالمخابز ومدى توفير السولار اللازم لها، أشار مصطفى إلى وجود تنسيق كامل بين وزارتى التموين والبترول لتحديد منافذ توزيع السولار للمخابز على مستوى الجمهورية. ومن جانبه أكد عبدالله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز بغرفة القاهرة التجارية، أن أزمة السولار قائمة ولم تنفرج، كما يقول المسئولون، لافتا إلى أن نقص السيولة سببه الأوضاع المتردية التى يمر بها الاقتصاد المصرى حاليا، وتوقف الإنتاج فى عدد كبير من القطاعات لمتابعة شئون السياسة، مؤكداً أن أصحاب المخابز يعانون فى كل المحافظات نتيجة نقص السولار. وكشف غراب عن اتخاذ شعبة المخابز استعداداتها لتوفير السولار والغاز لأكثر من 2000 مخبز على مستوى المحافظة، ولكنه أكد عدم تأثر رغيف الخبز حتى الآن بالأزمة أو المساس بأسعاره فى ظل الارتفاعات المتوقعة لأسعار الوقود، وقال إن خطة شعبة المخابز تتركز فى تقسيم المحافظة إلى 4 أقسام، حيث توجد فى كل قسم مجموعة تختار حصة المربع من السولار، ثم يأخذ المتعهد هذه الحصص حسب الأجولة التى يستخدمها المخبز لتوزيعها على المخابز، وقال إن غرفة المخابز ستبدأ تطبيق هذه الخطة فى محافظة الجيزة كمرحلة أولى، على أن يعمم المقترح خلال أسبوعين فى باقى المحافظات. وأكد أحمد الزينى، رئيس جمعية النقل، توقف سيارات النقل بأنواعها وتعطل الكثير من وسائل النقل بما تسبب فى زحام شديد فى القاهرة خلال الساعات الماضية، موضحاً أن محافظات هى الأكثر تضرراً وأن عمليات النقل تواجه صعوبة بالغة لعدم توافر السولار فى محطات الوقود. وكشف الزينى عن ارتفاع أسعار النقل بكل أنواعه، إلى جانب توقف نحو 30% من وسائل نقل البضائع، وأضاف أن عددا كبيرا من سيارات النقل تعمل لمدة نصف يوم فقط لعدم توافر الوقود، وهو سبب ارتفاع أسعار السلع، بخلاف الخسائر المرتفعة التى تتكبدها شركات النقل نتيجة توقف سياراتها.