وزير قطاع الأعمال: تكثيف جهود تعظيم العائد على الأصول وتطوير الشركات التابعة    البورصات الأوروبية تغلق مرتفعة.. ومؤشر ستوكس 600 يصعد 0.65%    الحزب الديمقراطى غير ديمقراطى    الجارديان: ستارمر يتخذ أولى خطواته لضبط علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي    لامين جمال والحلم الإنجليزى فى برلين؟!    عاجل من الرياضة بشأن الموعد المتوقع لنتائج التحقيق في وفاة اللاعب أحمد رفعت    الرايات.. خضراء وصفراء| 60 % الإقبال على شواطئ الإسكندرية.. والمصايف: التزموا تعليمات الإنقاذ    وزير التعليم: وضع آليات التغلب على الكثافات العالية بالمدارس    مهلة 20 يوماً لإزالة الإشغالات فى بورسعيد    مجموعة السبع تندد بقرار إسرائيل إضفاء الشرعية على 5 مواقع استيطانية بالضفة    مواجهات الأندية العربية فى قرعة تمهيدى دورى أبطال أفريقيا 2025    اغلبيه بالعيال.. أمثلة شعبية خاطئة ساعدت على زيادة السكان    محافظ الدقهلية يتفقد الأسواق والحدائق العامة بجولة مفاجئة بالمنصورة    الأهلي يتعاقد مع الدنماركي ستيفان مادسن لتدريب «رجال اليد»    الشمال القطري ل«أهل مصر»: لم ندخل في مفاوضات مع لاعب الأهلي    وثيقة حكومية: مصر تستهدف زيادة صادراتها إلى 130 مليار دولار في 2026-2027    ضبط كيان تعليمى وهمى ينصب على المواطنين بسوهاج    شروط مدرسة الذهب والمجوهرات 2024.. بعد الشهادة الإعدادية    حورية فرغلي تكشف أسباب غيابها عن السينما 5 سنوات    أبرزها «الجوزاء».. 5 أبراج فلكية تتعرض لتقلبات مزاجية باستمرار    «حفاظًا على مصلحة موكلتي».. محامي شيرين يرفض التعليق على أزمتها الأخيرة    أقل من 100 ألف.. تعرف على إيرادات فيلم "أهل الكهف" أمس    هل تنظيم الأسرة يعتبر تدخلا فى قدر الله أو هروبًا من قضاء الله؟ اعرف الإجابة    دعاء قبل الامتحان 2024 ..اللهم إني فوضت أمري إليك وتوكلت عليك    خواطر الشعراوى |شهادة المرأة لنفسها    الكشف على 1080 حالة فى قافلة طبية مجانية بقرية حجازة قبلى ضمن حياة كريمة    وزارة الصحة: نسبة الطلب غير الملبى لوسائل منع الحمل انخفضت إلى 14.1%    برنامج عمل الحكومة 2024/2027.. تحقيق التوازن بين النمو السكانى والاقتصادي    انعقاد لجنة اختيار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القناة    محكمة النقض تنظم ورشة عمل حول قانون العمل الجديد    بتروبل تُنشئ محطة كهرباء بالطاقة الشمسية في أبورديس بقيمة 15 مليون دولار    شيخ الأزهر لنائب رئيس إندونيسيا: عالمنا الإسلامي يفتقد إلى تنسيق الجهود    محافظ المنيا يتفقد مستشفى ملوى التخصصي ويشدد على تقديم أفضل الخدمات للمرضى    خالد محمود يكتب : « إمبارح كان عمري عشرين » .. بركان الأحلام    عاجل - الرائد محمود بصل: إبادة لا تتوقف على غزة واجتياح الشجاعية للمرة الثانية.. وهذا الوضع نذير بالوباء    قطاع الحماية المجتمعية ينظم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    خاص| نائب ليبي بالبرلمان العربي: نحاول أن تكون هناك قوانين عربية موحدة في دولنا    "اللي هقوله هيسببلي مشكلة".. ماذا قال شوبير في ظهوره الأخير قبل الرحيل عن أون سبورت؟ (فيديو)    التضامن تدشن مبادرة «أحسن صاحب» لدمج ذوي الإعاقة    «الشعب الجمهوري»: الحكومة عازمة على تنفيذ سياسات إصلاحية شاملة لتلبية احتياجات المواطنين    شاهد.. حورية فرغلي تتعاقد على فيلم "المدرسة"    اعادة تأهيل ورفع كفاءة مرافق مستشفى الشيخ زويد المركزي بالتعاون بين الصحة والهلال الأحمر ( صور)    الأهلي يواجه الفائز من المريخ ضد جورماهيا في رحلة الدفاع عن اللقب الأفريقي    محافظ الدقهلية يكلف بتسيير حركة المرور فى المنصورة وتنظيف الشوارع والحدائق العامة    بالفيديو|مراسل القاهرة الإخبارية: روسيا ستتخذ إجراءات عسكرية ردًا على تصرفات الناتو    رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى يدعو لحجب الثقة عن أى حكومة تقودها الجبهة الشعبية    وزير التعليم يتفقد المدارس ذات الكثافات العالية بالمرج (صور)    ضبط 400 كجم لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنوفية    العثور على جثة شخص داخل مول تحت الإنشاء ب الدقهلية    ما حكم التثويب في غير أذان الفجر؟    "هذه أمنيتي قبل الموت".. شيخ الأزهر: مستعد لترك كرسي المشيخة لهذا الأمر    جولة منتصف الليل.. محافظ القليوبية يفاجئ مستشفى قها التخصصي    لطيفة عن مدينة العلمين الجديدة: مافيش في ربع جمالها بالعالم    سقوط عنصر إجرامي بحوزته 76 كيلو حشيش وشابو بالقاهرة    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العمرانية دون إصابات    شقيق أحمد رفعت: ننتظر محاسبة من تسبب في موت شقيقي    وزيرا الثقافة والاتصالات يبحثان تعزيز التعاون المشترك    جنة عليوة: شهد كانت تقصد إيذائي بنسبة 100%.. ولم أعود لممارسة اللعبة حتى الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائلة سورية عالقة في إيدوميني: هل سمع العالم بمأساتنا؟
نشر في الوطن يوم 19 - 04 - 2016


غادر مئات اللاجئين العالقين إيدوميني نحو أثينا بعد إعلان اليونان نيتها إخلاء المخيم إثر تفاقم الوضع الإنساني مع استمرار إغلاق طريق البلقان. لكن اللاجئين يخشون من ترحيلهم إلى تركيا. قصة عائلة سورية تختصر هذه المعاناة. "لا أرغب في رؤية فلذات كبدي تموت أمام عيني اختناقاً من قنابل الغاز أو بسم الثعابين وأنا عاجز على إنقاذهم"، يقول يوسف شيخ وهو يحضن رضيعه باران الذي لم يتجاوز يومه الخامس والعشرين من العمر. ولد الرضيع في ليلة رعدية ماطرة منتصف شهر آذار/ مارس الماضي، لذلك أطلق عليه يوسف اسم باران، ويعني ذلك بالكردية "المطر". "تلك الليلة لن تمحى من ذاكرتي أبداً.. انتابني خوف كبير أن تجرف الأمطار والرياح خيمتنا فأفقده هو والدته"، يضيف يوسف في حديثه لDW عربية بنظرة يائسة ومرهقة. لازال الخوف يسكن يوسف حتى اليوم، لكنه خوف من مستقبل غامض ومصير معلق، إذ ينتظر اللاجئ السوري الكردي في خيمته البلاستيكية منذ أكثر من شهرين أن تُفتح الحدود، لكن دون جدوى. كما ينتابه الخوف من أن يفقد طفليه موتاً بلدغة أحد الثعابين المنتشرة في المكان بسبب ارتفاع درجات الحرارة. بيد أنه ليس اللاجئ الوحيد الذي ينتظر في إيدوميني. مأساة إنسانية متفاقمة أكثر من عشرة آلاف لاجئ أغلبهم من سوريا والبقية قدموا من العراق وأفغانستان وباكستان ينتظرون أن تفتح مقدونيا حدودها ليواصلوا رحلة العبور. حرارة الطقس في النهار تتجاوز 35 درجة وفي الليل الدامس تنخفض إلى ما دون عشر درجات. لذلك يعتبر الحطب للاجئين مصدراً مهماً للإضاءة والتدفئة. يقع مخيم إيدوميني في وسط سهل مفتوح ونائي تحيطه جبال شاهقة ويفصله عن مقدونيا سياج حديدي يحرسه عشرات الجنود المقدونيين بأسلحة ثقيلة. ومن يرغب في سلك طريق آخر عليه بالمخاطرة عبر التوغل في الأدغال المقدونية، لكن نسبة عبورها على قيد الحياة ضئيلة للغاية. يخيم على المكان الهادئ حالة من اليأس بسبب النقص الكبير في المياه العذبة والمواد الغذائية والطبية. لكن ذلك لا يمنع اللاجئين من الاحتفال والغناء سوية وإعداد الشاي وتجاذب أطراف الحديث. وتساعدهم على تحمل هذا الوضع والتخفيف من حدته منظمات إنسانية كمنظمة أطباء بلا حدود والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما يمد المتطوعون يد المساعدة للتخفيف من معاناة اللاجئين، لكن طاقاتهم قاربت على النفاذ. صبر الشاب السوري يوسف قارب هو الآخر على النفاذ، فقبل عامين نزح يوسف من مدينة عفرين السورية مع عائلته إلى البقاع في لبنان وهناك واصل الشاب السوري (27 عاماً) مهنته كخباز لدى أحد أرباب العمل اللبنانيين. ثم انتقل بعدها إلى أزمير التركية ليتعرض إلى الاستغلال المادي كما يقول لDW عربية، مضيفاً: "كنت أعمل 14 ساعة في اليوم وأتقاضى مبلغ 40 ليرة تركية، فيما كان يتقاضى زملائي الأتراك ضعف ذلك وعندما اشتكيت أمري إلى صاحب المخبز، طردني من العمل". هذا الأمر دفع يوسف إلى المجازفة وركوب البحر مع صهره وعائلته إلى اليونان. بعد آلاف الكيلومترات من المشي وصل أخيراً إلى إيدوميني، لكن متأخراً. إذ كانت مقدونيا قد أغلقت حدودها قبل ثلاثة أيام من وصوله هناك. "ربما هو حظي البائس أو أن القدر شاء أن توصد الأبواب في وجوهنا"، تقول سافان زوجة يوسف. تتحسر سافان لإضاعتها الوقت في أثينا، إذ بقيت هناك مع زوجها وبعض الأقارب في أحد المخيمات لمدة أسبوع وبعدها شدوا الرحال إلى إيدوميني. تفاؤل مشوب باليأس وبعد مرور أسابيع، مازالت سافان تحلم يوماً ما بمواصلة الرحلة إلى ألمانيا رغم الظروف الإنسانية البائسة، وما يجعلها متفائلة هو إيمانها بحصول معجزة ما في أي لحظة. تفسر ذلك بالقول: "ربما تتدخل المستشارة الألمانية ميركل للضغط على المقدونيين ليفتحوا لنا الحدود". وتضيف سافان بالقول: "نجونا من الحرب وعبرنا البحر وقطعنا الحدود. نقف في منتصف الطريق ولا أريد أن نعود أدراجنا إلى أثينا لأن كل جهودنا ستذهب هباء". تخشى سافان العودة إلى أثينا لأسباب عديدة، فهناك احتمال - في رأيها- أن يحصلوا على حق اللجوء في اليونان وهي لا ترغب في ذلك لأن الحكومة اليونانية لا تقدم امتيازات مادية تمكن اللاجئ من بدء حياة جديدة. وهناك احتمال آخر يثير مخاوف سافان وهو ترحيلها هي وعائلتها من أثينا إلى تركيا بمقتضى الاتفاق الأوروبي التركي الذي يسمح بترحيل لاجئ سوري إلى تركيا مقابل عبور لاجئ آخر بصفة شرعية إلى دول الإتحاد الأوروبي. في المقابل، يصر زوجها يوسف على مغادرة المخيم والتوجه إلى العاصمة أثينا. "وصلت اليونان حاملاً معي مبلغ 500 يورو لتمويل رحلة الوصول إلى ألمانيا، والآن أفلست بعد أن صرفت كامل المبلغ هنا في هذا المخيم. لا أريد أن اقترض المال، لأني اقترضت الكثير للوصول إلى هنا". منذ شهرين يضطر يوسف كل يوم للانتظار في طابور طويل لساعات للظفر بوجبة غداء لطفليه يتكون من برتقالة ورغيف خبز وصحن من حساء الخضروات. لكن ذلك لا يكفي ليبقى الرضيع باران على قيد الحياة. يتسائل يوسف في ختام حديثه لDW عربية متعجباً: "هل سبق للعالم في الخارج أن سمع فعلاً بمأساتنا أم أن صمماً أصابه؟!". يأس الشاب السوري من إيجاد الدول الأوروبية لحل لأزمتهم زاده انتشار الأخبار بشأن استمرار غلق الحدود لأشهر أو إجلاء قوات الأمن اليونانية للمخيم بالقوة. هذه هي الدوافع التي ترغمه على الرحيل. إذ يقول: "في أثينا يمكن العيش بكرامة.. هناك غرف مزودة بالماء الدافئ ومطبخ وأسرة مريحة، يمكن النوم عليها باطمئنان".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.