وصف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ما يردده البعض في مصر عن الهيمنة القطرية بأنها "مزحة ونكتة"، وقال "لكنها سخيفة".. مشيرا إلى أن العلاقة بين قطر ومصر قوية ومتميزة في الوقت الراهن. وذكرت صحيفة الشرق القطرية، أن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل، اليوم، بمقر القصر الرئاسي عقب مباحثات له مع الرئيس محمد مرسى، أن مصر دولة كبيرة لها حجمها ومقدراتها البشرية والاقتصادية، ولا يمكن أن يتم عليها هيمنة من قبل أي دولة أخرى. وقال: إن أمير قطر يعترف دائما بدور مصر الريادي والقيادي باعتبارها أكبر دولة عربية، مؤكداً أن قطر تعتمد على مصر دائما ونقدر لها كل أدوارها في قضايا المنطقة العربية. وأضاف رئيس مجلس الوزراء، أن الهيمنة القطرية كلمة قيلت من قبل البعض للاستهلاك السياسي المحلي وتخص المصريين فقط وليس قطر. وأكد بن جاسم، أن قطر لا تتدخل في شؤون أي دولة داخليا مؤكداً أن من يختار القيادة المصرية هم المصريون أنفسهم ويوجد الآن في مصر رئيس منتخب وحكومة مشكلة ونحن نتعاون معهما، وقال إننا في قطر لن نستطيع أن نؤثر على وترجيح كافة أي فصيل حتى لو صوت القطريون أنفسهم في الانتخابات المصرية لن يؤثروا في ذلك. وقال إن ولي العهد القطري، أكد منذ أسابيع قليلة أن موضوع الهيمنة القطرية على مصر وشراء قناة السويس كلام لم نسمع عنه إلا في الصحافة وليس له أي أساس. وأشار الشيخ حمد بن جاسم، إلى أن الموضوع لم يعرض على قطر مشيرا إلى أن قناة السويس شريان رئيسي لمصر وجزء من مقدرات مصر وهذه القضية للاستهلاك السياسي المحلي في الحراك الآن الداخلي وللأسف قطر زجت في هذا الموضوع وليس لنا ذنب فيه ومصر لها دور كبير خاصة في حماية المصالح العربية والقضايا التي تخص الوطن العربي. فيما أكد رئيس الوزراء المصري على وجود إرادة سياسية مشتركة بين مصر وقطر لدفع العلاقات الاقتصادية للأمام بين البلدين. وقال قنديل، إن هناك زيارة مقررة الأسبوع المقبل من الفنيين برئاسة وزير المالية القطري لبحث سبل دفع العلاقات الاقتصادية، مضيفا أن المباحثات بين الرئيس محمد مرسي، والشيخ حمد بن جاسم تطرقت أيضا إلى العلاقات الثنائية بين البلدين كما تطرقا إلى عدة ملفات على رأسها القضية الفلسطينية والسورية. وأضاف قنديل، أنه تم بحث أيضا المساعدات القطرية للأشقاء في غزة وكيفية إعادة الإعمار التي تمر من خلال الأراضي المصرية. وردا على سؤال بشأن، أن قطر تستغل الأوضاع الاقتصادية في مصر لتحقيق أطماعها وما يشاع عن سيطرة قطر على قناة السويس، قال رئيس الوزراء القطري "إن ما يتردد عن الهيمنة القطرية هي مزحة سخيفة لأن مصر دولة بحجمها ومقدراتها البشرية والاقتصادية لا يمكن الهيمنة عليها من قبل أي دولة أخرى". وأكد أن قطر لا تتدخل في شؤون دولة لا صغيرة ولا كبيرة، إلا أنه أكد أن قطر ترغب في رؤية مصر قوية ومستقرة، مضيفا أن "من يختار القيادة المصرية هو الشعب المصري، من يختار مسار مصر هو الحكومة المصرية". وبشأن قناة السويس، قال رئيس الوزراء القطري، إننا لا نعلم عن هذا الموضوع إلا عن طريق وسائل الإعلام المصري، لم نتطرق مطلقا إلى قناة السويس لا بتطوير ولا بشراء ولا بيع ولم يعرض علينا، وهي إشاعة لا أساس لها من الصحة. وأضاف أن قناة السويس تعد شريانا رئيسيا لمصر، مضيفا أن هذه القضية للاستهلاك السياسي في الحراك الداخلي وللأسف تم الزج بقطر في هذا الموضوع، مؤكدا أن قطر تتعامل مع مصر كدولة شقيقة كبرى. وقال "إننا مؤمنين باجتياز مصر بقيادتها وشعبها المرحلة الاقتصادية الصعبة، مشددا على أنه سيكون هناك تعاون اقتصادي واستثماري ضخم بين البلدين". وأضاف أن هناك إصرارا من القيادتين على إكمال ما تم الاتفاق عليه من مشاريع. وأعرب رئيس الوزراء، عن شكره وتقديره لمصر على مجهودها لوقف إطلاق النار في غزة والمصالحة الفلسطينية، كما أعرب عن شكره لمساعدتها لإدخال مواد البناء إلى غزة عبر المعابر المصرية لإعادة إعمار المساكن المهدمة. وفي سؤال حول توتر العلاقات بين مصر والإمارات في الفترة الأخيرة، قال: سياسة قطر دائماً هي تقريب وجهات النظر بين الشعوب العربية، ونحن في قطر نرى أن هذه عاصفة، وأن الأمور سوف تعود إلى طبيعتها، فالعلاقات بين مصر والإمارات تاريخية. وحول ما يحدث في العراق، قال: يجب على العراقيين الاتفاق على لم الشمل، وما يحدث الآن بالعراق يحتاج تبصر، ونحن في قطر لن نتدخل في الشأن العراقي كما يدعي البعض. وأعرب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، عن سعادته باللقاء الذي جمعه بالرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء هشام قنديل، مؤكدا على تطور العلاقات المصرية القطرية، وسنعمل على تطويرها دائما. وأكد الشيخ حمد بن جاسم، أن المباحثات ركزت على الشق الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى وجود حزمة أولى من الدعم القطري تبلغ حوالي 2.5 مليار دولار، منها نصف مليار منح و2 مليار ودائع. وقال رئيس الوزراء، إن المباحثات تناولت تحويل إحدى الودائع إلى منحة إضافية، موضحا أن المنح المقدمة أصبحت مليار دولار والودائع أصبحت 4 مليار دولار. وأضاف الشيخ حمد بن جاسم، أنه تمت مضاعفة حجم الودائع إلى مليارين و نصف مليار إضافية بتعليمات من الأمير لمحاولة مساعدة أشقائنا في مصر. وبشأن موقف قطر من المبادرة التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد خلال خطابه الأخير، قال الشيخ حمد بن جاسم "لقد صدمنا من هذا الخطاب، بعد سنتين من الأزمة يخرج الرئيس بشار بخطاب من هذا النوع، وهو يعاند نفسه وشعبه، هناك دماء سالت لا يمكن أن تضيع هباء منثورا"