الاتهامات بالعمالة والجهل والتطرف، لم تعد رائجة بعد اشتداد الصراع السياسى، وانقسام المجتمع المصرى بين مناصر للتيار الدينى وداعم للفكر الليبرالى، لذا غابت تلك الاتهامات عن المشهد، وحلت محلها ألقاب مثل «أبو حمّالات» و«سوستة» و«الخرفان». الداعمون لقرارات الرئيس مرسى أخذوا يتفننون فى منح ألقاب ساخرة لأصحاب الآراء المناهضة لأفكارهم، بينما اعتاد بعض المحسوبين على النخبة وصف المنحازين للفكر الدينى، بألقاب غير لائقة. «المصريون قوم لا يطاقون من ألسنتهم إذا أطلقوها فى حق الناس»، مقولة للمؤرخ عبدالرحمن الجبرتى، استهل بها الكاتب الصحفى صلاح عيسى، تحليله لما آل إليه الخلاف السياسى، فهو يرى أن إطلاق الألقاب، هو سلوك شعبى شائع لدى المصريين، أحياناً تغلب عليه روح الدعابة والنقد السياسى المقبول، مثل فن «الكاريكاتير»، بينما فى أحيان أخرى ينطوى على إيحاءات جنسية وتعبيرات طائفية غير مقبولة. «أبو حمّالات»، هو اللقب الذى اعتاد المتعصبون للفكر الدينى، وصف الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى به، مؤكدين أن الحرب التى يشنها على الإسلاميين، سبب تلقيبه بهذا اللفظ، الأمر نفسه حدث مع الإعلامى باسم يوسف، الذى لقبه بعض الشيوخ ب«سوستة» و«الأراجوز»، على الجانب الآخر وصف فصيل كبير من النخبة، المنساقين وراء فكر جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، ب«الخرفان»، ولقبت حرم الرئيس مرسى ب«الحاجّة»، الأمر الذى يراه «عيسى»، يعكس افتقاد الذين يمارسونه القدرة على الحوار، ونقص حججهم، فأصبح الحوار السياسى يبدأ بطرح ألقاب بذيئة ثم التجريح فى أسرة الخصم وإلصاق وقائع له غير صحيحة، وبعد كل ذلك تتم مناقشة الفكرة. هناك خيط رفيع بين الدعابة والتجريح، فيتذكر «عيسى» حين طالب المفكر سلامة موسى فى أحد مقالاته بتعميم المراحيض العمومية فى مصر، فكتب العقاد مقالاً بعنوان «سلامة المراحيض» لوجود خلاف سابق بينهما، كما اشتهر الكاتب الصحفى محمد التابعى بإطلاق الألقاب على الوزراء، فأطلق لقب «وزير المصارين» على وزيراً كان يعانى من مشاكل فى الأمعاء الغليظة، ولقب وزيراً آخر اشتهر بتطبيق الجزاءات ب«وزير الأذية وقطع العيش».