كانت نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المصرية مفاجأة حسب تقديرات «كارل ويلاندر»، وهو باحث سياسى أمريكى، فقد فاز أحمد شفيق بأغلبية الأصوات فى معاقل الإخوان المسلمين، مثل محافظة الشرقية والغربية ومحافظات أخرى يسيطر عليها الإخوان والسلفيون، كما أنه ليس من المستغرب أن يصوت المسيحيون، الذين تمتعوا بدرجة كبيرة من الحماية فى عهد مبارك، لصالح أحمد شفيق. ومن ناحية أخرى، يرى «ويلاندر» فى مقاله الذى كتبه على موقع شبكة «آى فى إن» الإخبارية أن فوز مرسى غالبا ما سيتبعه تغيير فى العلاقات المصرية مع كل من أمريكا وإسرائيل، أما إذا فاز شفيق فسوف يبقى الوضع على ما هو عليه. وبحسب كلماته فإن أول رحلة له كرئيس للجمهورية ستكون إلى الولاياتالمتحدة. وفى كافة الحوال فإنه لابد أن يكون هناك نوع من الاضطراب فى البلاد، فالنتائج تشير إلى أن بعض من المصريين لا يزالون يرون مستقبل بلادهم ضبابيا، فمصر حتى الآن ليس لها دستور، كما أن الرئيس القادم لا يعرف إحدى صلاحياته حتى الآن، كما أن أثر الانتخابات الأمريكية هذا العام واضح، فالانتخابات الأمريكية، التى غالبا ما يركز مرشحاها على مشكلات البطالة والمشكلات الاقتصادية، بدا كل من المرشحين مهتما بقضايا السياسة الخارجية، على غير المعتاد، وإن كانت مواقف المرشحين واحدة تجاه قضايا السياسة الخارجية إلا أن المرشح الجمهورى «رومنى» كان أكثر تركيزا عليها. ومن المحتمل أن يستغل «رومنى» نتيجة الانتخابات المصرية كورقة سياسية ضد «أوباما» فلو فاز شفيق كان ذلك دليلا على خطأ إدارة «أوباما» فى عدم تقديم الدعم الكافى لمبارك، أما إذا فاز مرسى فسوف تتعرض العلاقات المصرية الأمريكية للخطر، وكذلك معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل؛ وبالتالى ستكون أمام «رومنى» فرصة ذهبية لاتهام أوباما بالتقاعس عن دعم مبارك وقت أن كان مبارك فى حاجة لذلك، كما سيلوم «رومنى» المرشح الآخر «أوباما» على خطابه فى جامعة القاهرة، الذى ينسب البعض إليه الفضل فى إشعال شرارة الربيع العربى. وعلى مدى السنوات العشر الماضية قامت الولاياتالمتحدة بدعم الديمقراطية فى عدد من البلدان، وأدى ذلك إلى نتائج كارثية، ويلوح فى الأفق كارثة جديدة تصنعها نتائج الانتخابات المصرية ففوز مرسى يعنى سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مؤسسة الرئاسة المصرية بعد سيطرتها على مقاعد مجلسى الشعب والشورى، ويمثل هذا موقفا غير مسبوق فى العلاقات المصرية الأمريكية، أما فى حال فوز شفيق فستجنى الإدارة الأمريكية مكاسب سياسية على المدى القريب، ولكنه سوف يؤدى إلى تفاقم التوترات وتجدد الاحتجاجات فى ميدان التحرير.