مضت إلى غير رجعة 2012.. هذه السنة التى شعرنا كأنها دهر لا عاما وعمر كامل لا شهورا.. مضت 2012 ويظل مناد ينادى فى صبيحة كل يوم جديد قائلا: «يا ابن آدم.. أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد؛ فاغتنمنى فإنى لا أعود إلى يوم القيامة أبدا». مضت 2012 ولن تعود إلى يوم القيامة أبدا. ولكن السؤال هنا: ما الذى ستقوله هذه السنة لربها عنا؟ تقول: يا رب عبادك فى الأرض غريب حالهم، يقتل بعضهم بعضا حتى لا يدرى القاتل فيم قَتل ولا المقتول فيم قُتل كأنهم ما قرأوا كلام الملائكة عنهم فى كتابك الكريم: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء»، لقد سفك عبادك الدماء بغير حق يا رب! تقول: يا رب عبادك فى الأرض غريب حالهم، يسرق فيهم الوزير والأمير والكبير فيعطونه قلادة النيل ثم لا يسرق فيهم الضعيف فيقيموا عليه الحد، لقد أصبح عدم السرقة جريمة تستوجب الحد يا رب! تقول: يا رب عبادك فى الأرض غريب حالهم، يموت الناس جوعا فى بلاد ويموت الناس من التخمة والسمنة المفرطة فى بلاد أخرى مجاورة وكأنهم ما سمعوا قول رسولك الكريم إذ يقول: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن.. قالوا من هو يا رسول الله؟ قال من يبيت شبعانا وجاره إلى جواره جائع وهو يعلم»، لقد علم الناس بجوع جيرانهم فتركوهم يا رب! تقول: يا رب عبادك فى الأرض غريب حالهم، أصبح الحب جريمة والسعادة منكرا والإيمان مستنكرا، وصارت الرذيلة فنا والقبح إبداعا والتنابز بالألقاب نقاشا! تقول: يا رب عبادك فى الأرض غريب حالهم، يصدق فيهم الكاذب، ويكذب فيهم الصادق، ويؤتمن فيهم الخائن، ويخون فيهم الأمين، ويعلو ويكثر فيهم الرويبضة (التافه يتحدث فى أمر العامة)! ماذا ستقول 2012 لربها عنا ولم يأت حق الشهيد ولا الجريح بل نال الظالمون البراءة وحوسب الضحايا فقط وحوكموا عسكريا حتى تكاد أسر الشهداء تسأل الله السلامة من أن يصدر حكم بوجوب دفعهم غرامة للدولة لأن أبناءهم القتلى هم بلطجية أتلفوا المنشآت!! إن 2012 لا تحتاج أن تقول لربها شيئا فهو سبحانه مطلع على حالنا عالم بشئوننا لا يخفى عليه شىء من أمرنا، وإذا ظن الظالمون أنهم أفلتوا من عقوبة الدنيا فإنما يؤخرهم الله ليوم تشخص فيه الأبصار (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء* وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ* وَسَكَنتُمْ فِى مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ* وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ* فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ). وإن ظن المظلومون أنهم قد ضاع حقهم فليعلموا أنه (مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ* وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِى كَانُوا يَعْمَلُونَ).