ما بين الغضب العارم وتفهم الأوضاع.. استقبل المواطنون اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي وقع عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، صباح الجمعة الماضي، لكن ملامح أكثر قربا للأرضجملت تعبيرا أدق عن الحالة المقبلة، إنهم الغواصون المعنيون بحركة السياحة البحرية داخل مياه جزيرة تيران، وما ينضم تحتها من أنشطة مختلفة في محميتي "تيران" و"صنافير". يقول أشرف قنصوه نقيب الغواصيين السياحيين، إن الحياة البحرية لجزيرة تيران ستتأثر، بل ستختفي سياحة الغواص إليها تماما، نظرًا لبناء الكباري التي ستفصل الحدود البحرية بين مصر والسعودية، موضحا أن بناء الكوبري الفاصل سيكون من منطقة رأس مصراني إلى رأس جمعة، ما يؤثر على الشعاب المرجانية بالجزيرة وستؤدي إلى فقدانها، حيث أشار إلى السنتيمتر الواحد من الشعب يحتاج إلى 3 سنوات لنموه مرة أخرى. وأضاف قنصوه في تصريحات ل "الوطن"، أن الطبيعية البحرية للشعب المرجانية، سوف تتأثر وتنتهي مقابل "شوية أسمنت" لبناء كوبري، وفقا لما قاله، موضحا أن "تيران" تعتبر من أعظم المحميات الطبيعة في العالم، ويأتي إليها السياح من مختلف الدول لرؤية شعابها المرجانية النادرة. واستنكر عبده حسام الحبشي، 23 عاما، غواص، التقسيم البحري الذي شهدته جزيرتا تيران وصنافير"، حيث ستقلل من فرص سياحة الغطس، ولاسيما جزيرة تيران التي تتميز بالشعاب المرجانية، قائلا: "السياح بيحبوا يجوا عشان الغوص داخل تيران" مشيرا إلى أنها من أفضل الجزر التي كانت تمتلكها مصر، موضحا أن هناك سياحة تأتي إلى مصر للغوص فقط، وعمل "الديسكافرنج" بين الشعب. وأوضح الحبشي أن تيران تحتوي على شعاب مرجانية حية وأسمال ملتفة، لها جمهور خاص من السياح يأتي إليها بصفة مستمرة، مطالبا بتوفير الأمان والإجراءات المرضية للغواصين عقب توقيع الترسيم بين البلدين، مشيرا إلى أن سياحة الغوص ستصبح في تقلص، الأمر الذي يكبدهم الخسائر. وقال الخبير السياحي الدكتور باسم حلقة الخبير رئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحيين المهنية، إن السياحة لن تتأثر بتوقيع اتفاقية الترسيم بين مصر والسعودية، حيث هناك توقيع بروتوكول يتضمن تنظيم رحلات بحرية إلى الجزيرتين، علاوة على الغوص داخل المياه الخاصة بمصر، مؤكدا على المجال السياحي سيزيد من قدرته بالفترة المقبلة، وسيتم تنظيم العمل على الجزيرتين بعد الإجراءات التي تتخذها الدولتان. وأضاف حلقة في تصريحات ل "الوطن"، أن الجزيرتين تابعتان للسعودية، حيث وقعت حربًا بين مصر وإسرائيل، فقامت السلطات السعودية بتأجير الجزيرتين للحكومة المصرية مقابل دولار للعام الواحد، بقرار من الملك السابق سعود بن عبد العزيز، فعودتهما إلى مأواهما الأصلي يُعد طفرة كبيرة في العالم العربي.