أفادت مصادر في مدينة الموصل، شمال العراق، بأن الجيش العراقي أغلق ساحة التظاهرات وسط المدينة، وقطع الطرق المؤدية لها ابتداء من صباح اليوم. وأبلغ شاهد عيان متواجد قرب الساحة يدعى خالد محمد، مراسل وكالة "الأناضول"، بأن "قوات من الجيش العراقي تابعة لقيادة عمليات نينوى قامت بإغلاق ساحة الأحرار وسط مدينة الموصل، والتي شهدت تظاهرات احتجاجية ضد الحكومة العراقية الأيام الماضية". وأوضح أن "الجيش أنزل لافتات للمتظاهرين كانت معلقة في الساحة وحواليها، وقامت بتوزيع القوات في المنطقة تتولى منع دخول السكان للساحة لمنع تنظيم تظاهرات فيها". بدوره قال مصدر مطلع في المدينة إن الجيش العراقي يشاهد في ساحة الأحرار، كما يمنع المواطنين من الدخول إليها ويقطع الطرق الفرعية المؤدية إليها، كما قام بإنزال الكتابات من على جدران مبان تطل على الساحة وكلها تنتقد الحكومة العراقية وتشير إلى مطالب المتظاهرين. وشهدت مدينة الموصل مركز محافظة نينوي 400 كلم شمال العاصمة بغداد أمس الجمعة تظاهرات حاشدة بمشاركة الآلاف من السكان دعوا الحكومة العراقية إلى إطلاق سراح المعتقلين ومطالب أخرى، كما هاجموا رئيس الحكومة ووصفوه ب"الظالم"، ودعوه للاستقالة. وانطلقت التظاهرات في العديد من المدن العراقية يوم 23 ديسمبر الماضي عقب اعتقال القوات الأمنية العشرات من عناصر حماية وزير المالية، رافع العيساوي، وهو من الشخصيات النافذة لدى العرب السنة، وهو ما أدى إلى خروج التظاهرات بدءا من الفلوجة 62 كلم غرب بغداد وانتقلت إلى الرمادي ومحافظة صلاح الدين ثم الموصل وكركوك. وكانت تصريحات رسمية في مدينة الموصل أشارت إلى تعرض العديد من رجال الدين والمتظاهرين إلى تهديدات من الجيش العراقي وإلى الضرب، فضلا عن إخافتهم بإطلاق النار فوق رؤوسهم لثنيهم عن الذهاب إلى التظاهرات والمشاركة فيها. وقالت إدارة محافظة نينوي، مساء أمس، إنها وبالتعاون مع ديوان الوقف السني ستبدأ بتسجيل شكاوى المتظاهرين الذين تعرضوا لاعتداءات من قبل الجيش وستقدمها للسلطات القضائية للنظر فيها.