خرجن في صف واحد رافعات الرأس افتخارا بحجابهن، استغنين به عن التيجان التي تزين رؤوس ملكات الجمال حول العالم، متصديات لدعوات خلع الحجاب والتصاميم المسيئة له، التي تشهد إظهار جانب من شعر الرأس أو الرقبة أو ارتداء الملابس الضيقة التي لا تناسبه. جاء اشتراك الفتيات من أنحاء الجمهورية في مسابقة ملكة جمال المحجبات 2016، بهدف تقديم واجهة مشرفة للمرأة المحجبة، والخروج برسالة عامة مفادها أن الحجاب لا يشكل عائقا أمام نجاح المرأة ولا يقلل من جمالها، بحسب قولهن، وأقيم الحفل الختامي للمسابقة أمس بأحد الفنادق بأكتوبر. تُوجت "سارة حورية" ملكة جمال المحجبات لعام 2016، كما فازت برحلة عمرة، إضافة إلى زيارة جميع دول العالم الإسلامي لنشر الحجاب والتأكيد على دور المرأة المحجبة، وفازت "فاطمة الزهراء" بلقب الوصيفة الأولى، و "نهى جمال" بلقب الوصيفة الثانية من ضمن 10 فتيات تنافسن على اللقب بعد تصفيات بين 500 فتاة. تكونت لجنة التحكيم من خبيرة الاتيكيت إيمان عفيفي والاعلامية إيمان رياض، والمخرجة فدوى مواهب، المهندسة يارا أبو الفتوح، والدكتورة إيمان عثمان، وتضمن الحفل ديفليهات مميزة تظهر جمال الحجاب، لعدد من أبرز مصممات الأزياء. وقالت "آية محمود"، مصممة الأزياء وصاحبة فكرة المسابقة ل"الوطن"، إنها سعيدة بالمسابقة والنجاح الذي حققته، وتشعر أنها حققت أحد أهم أهدافها التي صممت على تنفيذه على مدى سنوات عديدة، وأكدت أن المسابقة هذا العام تختلف كثيرا عن سابقتها، إذ اقتصرت العام الماضي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باستفتاء حول اختيار الفائزة التي حصلت صورتها على أعلى تصويت، بينما شهدت المسابقة هذا العام تنظيما على نطاق واسع برعاية عدد من الجهات. وترى آية، أن المسابقة خطوة على طريق العالمية، لافتة إلى أنها شهدت حضورا من التليفزيون الأمريكي والصيني ما يساهم في نشر الحجاب الصحيح، وحول معايير الاختيار قالت مصممة الأزياء، إن الشكل له دور في اختيار الفائزة لكنه ليس جوهريا، فالمستوى الثقافي والأخلاقي والديني والحصول على مؤهل عالي عوامل أساسية للاختيار بجانب الشكل. وقالت سارة حورية من المنصورة، والتي فازت بلقب ملكة جمال المحجبات، إنها اشتركت في المسابقة لإعجابها بالفكرة التي تؤكد على أن الحجاب لا يعيق العقل أو النجاح، فحجابها لم يمنعها أن تكون طبيبة أسنان ناجحة، فهي تجري جراحات الوجه والفكين بجانب تحضيرها لرسالة الماجستير، وأكدت سارة أن فوزها باللقب سيساعدها على القيام بالعديد من الأنشطة الخيرية والتطوعية. واشتركت هبة جمال محروس من المنيا، المتسابقة الوحيدة المتأهلة للتصفيات النهائية من الصعيد، في المسابقة لتقديم رسالة للفتيات بضرورة التمسك بحجابها، الذي لا يمثل عائقا لأي هدف، وفق قولها، ورفض والدها خوضها المسابقة في بداية الأمر، قائلة: "بابا راجل صعيدي ودي حاجة جديدة عندنا"، لكنها أصرت على إقناعه حتى وافق بعد أن تأكد من مصداقية المسابقة وهدفها السامي، وتمنت هبة الفوز باللقب، وقالت إنها تسعى للقيام بحملة تجوب قرى ومدن الصعيد الفقيرة للتوعية بمرض سرطان الثدي. وقالت مي حسن رمضان من القليوبية، طالبة بكلية تجارة جامعة عين شمس، إن أهلها دعموا مشاركتها في المسابقة، مشددة على أنها تتمنى الفوز باللقب، ليكون خطوة أولى في طريقها لنشر الحجاب ودعم المحجبات. وأكدت ثريا محمد ملكة جمال المحجبات 2015، أن فوزها باللقب العام السابق حمّلها مسئولية كبيرة جعلتها تكون أكثر التزاما على المستوى الديني، بجانب الالتزام بارتداء الملابس التي تعكس الشكل الصحيح للحجاب، وأكدت ثريا أنها ماضية في تمسكها بحجابها، موجهة رسالة لجميع الفتيات ألا يلتفتن لدعوات خلع الحجاب.
