«عملى فى الليل، والزواج لا يتفقان، ويجب أن يكرس الزوج أكبر وقت ممكن لزوجته وحياته الأسرية، ونحن، معشر الصحفيين، لا نصلح للزواج»، كانت هذه رؤية محمود أبوالفتح، أول نقيب للصحفيين، التى برر بها اللقب الذى أطلقوه عليه، لأنه «أشهر عازب فى تاريخ الصحافة المصرية» محمود أبوالفتح، المولود فى أغسطس 1893، الذى كتب فى مرحلته الثانوية موضوعاً باللغة الإنجليزية فى مادة الإنشاء، يطالب فيه بالدستور والاستقلال، قاد مظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزى عندما كان طالباً بكلية الحقوق، قبل أن يدافع عن الصحافة واستقلاليتها وحقوق من يعمل فيها، ما دفعه للتفكير فى إنشاء نقابة للصحفيين عام 1941. قبيل تأسيس النقابة، اشترطت الحكومة توفير مقر مناسب للنقابة، فتبرع «أبوالفتح» بشقته فى عمارة الإيموبيليا، لكن ضيق المساحة أجبر المؤسسين على نقل المقر إلى شارع قصر النيل، قبل نقله إلى المقر الحالى بشارع عبدالخالق ثروت. كان محمود أبوالفتح، صاحب الراتب الأكبر بين الصحفيين المصريين، فقد كان راتبه الشهرى سنة 1935، وهو يشغل منصب سكرتير تحرير جريدة الأهرام، سبعين جنيهاً، ورغم ضخامة الراتب، آنذاك، فإن أبوالفتح لم يطق الاستمرار فى «الأهرام» بعد أن تجاوزه الاختيار لرئاسة التحرير، فقام بإصدار جريدة «المصرى» بالاشتراك مع محمد التابعى، وكريم ثابت قبل أن يضيقا بالخسائر التى طالت الجريدة فى سنواتها الأولى، فباعا حصتيهما، وآلت الملكية كاملة إلى «أبوالفتح» بدعم من حزب الوفد، والزعيم مصطفى النحاس. واستطاع الصحفى القدير أن يتجاوز البداية المتعثرة وارتفع التوزيع من 8 آلاف نسخة إلى 160 ألفاً، ما أدى إلى انتعاش الصحيفة مادياً وسياسياً. توفى محمود أبوالفتح فى مدينة جنيف السويسرية فى أغسطس 1958، عن عمر يناهز 65 عاماً، ونقل جثمانه إلى تونس لدفنه فى مقبرة بنيت خصيصاً له.