مر اليوم الثالث لأحداث مدينة العبد الجامعية ببورسعيد في هدوء حذر، إلا من قرار روابط "الأولتراس" تعليق فعاليات "جمعة الغضب"، وتحذير من مواكبة الامتحانات مع ذكرى 25 يناير وجلسة المحاكمة، ومبادرة أسبوع للمصالحة والهدنة، التي أطلقها إبراهيم المصري، لاعب فريق المصري المعتزل، واتحاد طلاب جامعة بورسعيد. وأعلنت روابط "أولتراس" المصري الثلاث تعليق فعاليات جمعة الغضب، التي كان مقررا لها اليوم، والتي قالوا إنها ستشهد غضبا لم تراه المدينة من قبل، وذلك بعد أن استشعروا الفزع المنتشر بين أهالي المدينة بسبب أحداث المدينة الجامعية ببورفؤاد، ثم ترحيل طلاب الجامعة في عربات مصفحة، وعدم استقرار المدينة لثلاثة أيام متتالية. وأكدت الروابط أنه تبقى 23 يوما فقط على جلسة النطق بالحكم على المتهمين في الأحداث، وأنهم سيعمدون إلى التهدئة حرصا على الشارع البورسعيدي، لكن سيعودون بالأسوأ الذي لن يتحمله أحد إذا لم توافق الحكومة على نقل المحاكمة إلى مكانها الطبيعي في بورسعيد، بحسب قولهم، وإصدار أحكام غير مسيسة. وأعلن إبراهيم المصري أنه اتفق مع روابط "الأولتراس" على عقد اجتماع عصر اليوم مع الدكتور عاطف علم الدين، نائب رئيس جامعة بورسعيد لشؤون الطلاب، للاتفاق على هدنة مع طلاب الجامعة ومصالحة مع إدارتها. كما أعلن عن "أسبوع المصالحة والهدنة" مع كافة القوى السياسية، الذي يتضمن أن يتنازل الدكتور أكرم الشاعر عن المحاضر التي حررها بسبب الاعتداء على عيادته بحي العرب، وأيضا مصالحة مع الإعلامين ببورسعيد، لتعود المحافظة إلى هدوئها الطبيعي. وأكد عمرو عوف، أمين اتحاد طلاب جامعة بورسعيد، أنه أطلق مبادرة للم الشمل خلال لقائه، مساء أمس، بالدكتور مصطفى مسعد، وزير التعليم العالي، الذي أثنى على المبادرة وطالب بتنفيذها فورا، تحت عنوان "يدا بيد لمحاربة الفتنة"، بالتنسيق مع القيادات التعليمية بالجامعة، للمصالحة بين طلاب الجامعة المنتمين لرابطة "أولتراس مصراوي" والمنتمين لرابطة "أولتراس أهلاوي" المغتربين، بعد أن زار الوزير ومعه اللواء أحمد عبدالله، محافظ بورسعيد، المصابين بمستشفى بورفؤاد واطمأن عليهم. وحذر بعض الطلاب من تأخر الامتحانات لتواكبها مع الذكرى الثانية لثورة 25 يناير ومحاكمة المتهمين في "مجزرة بورسعيد"، وهو ما قد يرضي طرفا ويُغضب الآخر. كما انتشرت شائعات مفادها أن لافتة "بلد البالة مفيهاش رجالة"، التي تسببت في اندلاع الأحداث، كان سببها تحرير محاضر غش لبعض طلاب الجامعة من دمياط أثناء امتحان نصف العام، ما دفع هؤلاء لكتابتها بدعوى الانتقام. ومن ناحية أخرى، تباشر النيابة التحقيقات في الأحداث، برئاسة المستشار أمير أبوالعز، المحامي العام بمحاكم بورسعيد، ولم يتم القبض على أي متهم، وأسفرت عن إصابة 64 من الجانبين ومن ضباط الشرطة والجنود والأطباء، وزار وكلاء النيابة المصابين لأخذ أقوالهم. وقال أحمد السيد أحمد (18 عاما، طالب بالمعهد الفني الصناعي) إنه أكد للنيابة أنه أصيب بينما كان في طريقه لمدينة الطلبة المجاورة لمدينة العبد، التي حدثت بها الاشتباكات، وفوجئ بمجموعة من الشباب يضربونه ظنا منهم أنه أحد أطراف الاشتباكات. ورغم محاولته توضيح أنه ليس منهم، طعنه المهاجمون أربع مرات بسلاح أبيض في فخذه الأيمن أمام ضباط الأمن المركزي، الذين وقفوا يشاهدون ما يحدث، وحاول أن يستنجد بإحدى سيارات الإسعاف، ولكن السائق تركه، حتى أنقذه شخص بسيارته، وفي سبيل ذلك تحطمت أجزاء من السيارة، وأوصله إلى مستشفى بورفؤاد العام، ولم يشعر بشيء إلا بعد خروجه بساعات من غرفة العمليات. وأكد محمد أنور مصطفى، طالب من دمياط، أنه كان يسير مع صديقه عبدالرحمن، وفوجئ بالطلبة من مدينة العبد يلقون عليهم الحجارة والرخام، فأصيب في رأسه بجرح طوله عشرة سم.