التقى الوفد المصرى للتحقيق فى قضية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى -الذى يزور روما حالياً- بالمحققين الإيطاليين والمدعى العام فى روما جوزيبى بيتانونى ونائبه سيرجيو كولاجيو، أمس، لليوم الثانى على التوالى لعرض الملفات المتعلقة بواقعة مقتل الطالب ريجينى. وكشفت مصادر قضائية وأمنية عن تفاصيل الاجتماعات التى تجرى بين المحققين الإيطاليين والوفد الأمنى والقضائى المصرى، بمقر الأكاديمية العليا للشرطة فى روما لبحث آخر ما توصلت إليه التحقيقات بشأن واقعة الطالب الإيطالى جوليو ريجينى. وقالت المصادر إن المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، قام بتسليم ملف يضم 2000 ورقة وهو عبارة عن تحقيقات القضية منذ اختفاء ريجينى منذ 25 يناير الماضى وحتى ظهوره جثة يوم 3 فبراير، وما حققته الأجهزة الأمنية والقضائية بشأن تلك الواقعة. واستعرض النائب العام المساعد بدوره ما أجرته النيابة العامة بشأن الواقعة من تحقيقات، والتى جاءت بما سجلته النيابة من مناظرة لجثة المجنى عليه عقب إلقائه جثة بطريق مصر إسكندرية الصحراوى، وأيضاً السائق الذى عثر على الجثة، وأيضاً أقوال 18 من أصدقاء المجنى عليه وأيضاً ما جاء فى أقوال طبيب التشريح الذى أجرى تشريحاً للجثة، واستعرض أيضاً ما جاء من اعترافات شقيقة وزوجة المتهم الرئيسى فى واقعة انتحال صفة ضباط شرطة الذى تم تصفيته فى تبادل إطلاق الرصاص مع الشرطة منذ 3 أسابيع فى منطقة التجمع الخامس وعُثر بداخل منزل شقيقته على متعلقات الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، وفيديو لأسرة المتهم التى أكدت أن تلك المتعلقات كانت خاصة بالمتهم الرئيسى فى التشكيل، وأن ضباط المباحث فى وزارة الداخلية والنيابة العامة تفحص تلك الواقعة للوصول إلى مدى علاقة المتهمين ب«جوليو ريجنى». وأشارت المصادر إلى أن اللواء علاء عزمى، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، استعرض أيضاً ما ورد فى تحريات مباحث الجيزة منذ اختفاء الطالب وتقديم بلاغ فى قسم شرطة الدقى يوم 25 من يناير، وكشف «عزمى» أن القوات عاينت شقة المجنى عليه وتتبعت هاتفه بناء على قرار من النيابة ووسعت دائرة الاشتباه وفحصت كل من تحدث مع الطالب الإيطالى منذ دخوله مصر فى شهر أكتوبر الماضى وحتى لحظة اختفائه، وأيضاً استعرض «عزمى» مناقشة قرابة 600 شخص من رواد المنطقة التى عُثر على جثة ريجينى فيها للوصول إلى أى مشاهدات لمن ألقى بالجثة من عدمه. فى السياق ذاته، قالت مصادر قضائية إيطالية، لوكالة «أنسا» الإيطالية، إن «الملف الذى قدمته السلطات المصرية لا يزال غير مكتمل ويفتقر إلى العناصر الأساسية التى طالبت إيطاليا بوجودها منذ أكثر من شهر»، مؤكدة أن «الحكومة الإيطالية سبق أن أشارت إلى عدم وجود تعاون من القاهرة للحصول على معلومات دقيقة فى القضية وهددت بعواقب إذا لم يحدث أى تقدم»، فيما تجمهر العشرات من المواطنين الإيطاليين أمام مقر إقامة الوفد المصرى للتنديد بما حدث للطالب الإيطالى فى مصر. وفى الوقت ذاته، أشارت صحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية إلى أن مقتل الطالب الإيطالى «ريجينى» وضع رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى فى واحدة من أصعب المعضلات الدبلوماسية، على حد وصف الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن «الحادث وتطوراته أصبح يجبر رينزى على النظر فى مجموعة من التدابير الانتقامية ضد القاهرة ومنها استدعاء السفير الإيطالى بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية وتحذيرات السفر». وقال المحلل السياسى لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو إن «رينزى عانق السيسى وكانت علاقته معه من أكبر الإنجازات فى سياسته الخارجية، وبناها من الصفر، لذلك فهو أمر محرج لرينزى أن يكون فى اختيار بين الحفاظ على هذه العلاقة أو أن يفعل شيئاً لتهدئة الرأى العام المحلى». وكانت أسرة طالب الدكتوراه الإيطالى جوليو ريجينى نفت، مساء أمس الأول، حدوث أى اتصال معها من طرف الوفد القضائى الأمنى المصرى الموجود فى روما، وذلك إثر ورود أنباء من القاهرة عن احتمال ترتيب لقاء بين بعض أفراد الوفد والأسرة لتقديم التعازى لوالديه والرد على أى تساؤلات قد يودان طرحها بشأن مسار التحقيقات. وقالت محامية أسرة «ريجينى» أليسانرا باليرينى: «حتى الآن لم يتم أى اتصال من أجل لقاء من طرف المحققين المصريين الموجودين هذه الأيام فى إيطاليا». وكان المحققون الإيطاليون قد عرضوا على الوفد المصرى فى لقائهم، مساء أمس الأول، بمقر الأكاديمية العليا للشرطة فى روما، نتائج تشريح الجثة والتحليلات على الكمبيوتر الشخصى للطالب الإيطالى، ومن المقرر أن يصدر بيان مشترك للإعلان عن نتائج التحقيقات بين الوفدين.