زيادة كبيرة فى أسعار التذاكر على خطوط الوجه القبلى تتسبب فى حالة غضب لم يصدق نفسه وهو يتابع كل ما يثار عبر المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعى حول زيادة أسعار تذاكر القطارات، لم ينم ليلته من فرط التفكير، الميزانية ستتضاعف إذا ما زادت التذكرة ولو جنيهاً واحداً، فالقطار بالنسبة له أرخص وسيلة مواصلات تقله يومياً من بيته فى بركة السبع بالمنوفية إلى عمله فى أحد مصانع 6 أكتوبر، والراتب لا يتحمل زيادة فى أى من بنوده أو التزاماته.. تحدّث إلى نفسه كثيراً إلى أن خلد إلى النوم وفى رأسه دعاء واحد «يا رب كدّب ظنهم». فى الصباح، وكالعادة، اتخذ حسن فايد طريقه إلى محطة القطار، وهو يفكر فى كيفية تدبير مصروفات الدروس لأبنائه الثلاثة، تنفس الصعداء حين تأكد أن تذكرة قطاره لم يصبها أى زيادات، ما زالت ب4 جنيهات، ما اعتبره حسن مجرد شائعات، قبل أن يلاحظ حالة الغضب التى تفشت بين رواد المحطة من ركاب القطارات المكيفة الذين أكدوا له أن الزيادة حدثت بالفعل، لكن على قطارات بعينها، كاد يسجد إلى الله شكراً وهو يقول ساخراً من حاله: «الحمد لله الذى عافانا من الزيادة ومن التطوير كمان، واللى عايز يتكيف لازم يدفع». لم يفهم رواد محطة مصر سر الزيادة التى تم إقرارها على القطارات، العاملون على شباك التذاكر لم يملوا التبرير: «القطارات اللى زادت vip والباقى على حاله، والزيادة بهدف تحسين الخدمات وتوفير الإنترنت والسرعة وعدم الوقوف فى المحطات». لم يستسغ سامح شهدى، المقيم فى المنيا، كل هذه التبريرات، يراها غير منطقية، فلا قيمة للتطوير إذا دفع المواطن ثمنه: «إحنا صبرنا كتير على القطارات وده واجب الدولة ناحيتنا، مش عشان شوية مناديل فى الحمامات وواى فاى تبقى الزيادة على التذكرة للوجه القبلى من 160 إلى 280، ويا ريت القطر بيفضل على حاله، أسبوعين وهيعطل والنت هيفصل وكله يرجع زى ما كان». لسامح تجربة مريرة مع الدرجة الثانية بالقطار المكيف: «متعود عليه وعلى أعطاله، ومستغرب جداً تحسين الخدمة».