لا يشغل أهالي كفر مصيلحة "مسقط رأس المخلوع" بالهم بالقضية المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك بقتل المتظاهرين، قبل يومين من النطق بالحكم في محاكمة القرن، كما هو متعارف عليها إعلاميًا. أهالي القرية التي انقطع عنها الرئيس السابق طيلة فترة حكمه التي امتدت 30 عامًا، لا يشغلون بالهم، لأنهم لا يعتبرونه ابنًا لهم؛ حيث تبرأ من القرية، ولم يلقِ لها بالاً. الأهالي كانوا يعتقدون أن قريتهم ستصبح قطعة من الجنة بمجرد توليه رئاسة الجمهورية، وتعود سيرتها الأولى أيام عبدالعزيز باشا فهمي ابن قريتهم، حين كان يُطلق عليها كفر باريس، لارتفاع نسبة التعليم بها، وارتفاع مستواها المعيشي، لكن حدث العكس، وتنكر الرئيس السابق لقريته بمجرد أن أصبح نائبًا للرئيس، وانقطع عنها أكثرمن 35 سنة وباع حتى منزله الذي كان يملكه. يقول وائل محمد حسن مهندس من أهل القرية :"مشاعر الأهالي هنا لا تختلف كثيرًا عن مشاعر المواطنين في أنحاء الجمهورية. نحن لا نعتبره من أبناء القرية لأنه تنكر لها خلال حكمه، ولم يزرها. وتوقع عدد من الأهالي أن يصدر حكم مخفف على مبارك، مؤكدين أن صعود شفيق أكبر دليل علي ذلك. تقول نسمة كمال شاهين:"نتوقع صدور حكم مخفف على مبارك". يضيف مصطفى القرشي أحد شباب القرية:"أتوقع أن يحكم على مبارك بالسجن 10 سنوات ، ويصل شفيق إلى الرئاسة ويصدر عفوًا عنه". على الجانب المقابل، يؤكد سعيد محمد مبارك أحد أبناء عمومة الرئيس السابق على براءته ويقول:مبارك لو كان سارقًا أو متهما في أي جريمة تدينه، كان سيهرب هو وعائلته خارج البلاد، مثلما فعل الرئيس التونسي، ولكنه كما أكد في خطابه الأخير، خدم الوطن، وحارب من أجله، وسيموت على أرضه، لأنه لم يرتكب أي جرائم، والفاسدون حوله من رجال الأعمال، والوزراء الفاسدين هم المسؤولون عما وصلت إليه البلاد من تدهور وفساد وظلم".