يجلسون على شكل دائرة، ويحملون ألواحاً خشبية مدوناً عليها ما تيسر من القرآن، ليتلوها وراء محفظ القرآن فى «الخلاوى»، ذلك المكان الذى يُشبه الكُتاب، باختلاف طبيعته الصحراوية. انتشرت فى السنوات الأخيرة «الخلاوى» فى مثلث حلايب وشلاتين، باعتبارها دوراً لتحفيظ القرآن الكريم تستقطب الأطفال فى أيام الإجازات، فيقول «السيد عثمان»، من أهالى المنطقة، يقوم أحد المتطوعين من الشيوخ أو الشباب الذين يجيدون اللغة العربية ويحفظون أجزاء عديدة من القرآن الكريم بتعليم الأطفال أصول اللغة العربية، وتحفيظهم سوراً من القرآن الكريم. «عثمان» أضاف أن غالبية «الخلاوى» تكون بدعم من الأهالى: «هذا يتبرع بقطعة أرض، وآخر يقوم بشراء الألواح الخشبية، وثالث يتبرع ببناء الخلوة من الألواح الخشبية، ويعمل الشيخ كتطوع من أبناء المنطقة»، مشيراً إلى أنه ما زالت بعض «الخلاوى» تحتفظ بتقاليد الكتاتيب القديمة مثل وجود المحبرة والألواح الخشبية، بينما يستخدم البعض الأقلام والسبورات التى وفرتها القوافل الخيرية والدعوية، التى تصل إلى المنطقة، حيث دعمت دور تحفيظ القرآن فى مناطق متفرقة بجميع الأدوات والمصاحف للتيسير على الأطفال. وقال مجمع البحوث الإسلامية إن سكان هذه المدن والوديان والقرى بحاجة إلى التواصل والتعلم، ويسعدون بوجود علماء الأزهر بينهم، حيث يُشعرهم ذلك بأنهم محور اهتمام الأزهر الشريف، نتيجة ما تقوم به هذه القوافل من بيان معالم السماحة واليسر فى الدين، وللإجابة عما يدور فى أذهانهم من أسئلة.