"كذبة أبريل".. بدأت في القرن السادس عشر الميلادي.. وأشهرها "شجر الإسباجيتي"

الأول من "أبريل" من كل عام، أو كما عُرف بيوم "كذبة أبريل".. تاريخ ينتظره الكثيرون، ليس للاحتفال بفصل الربيع وطقسه المعتدل، لكن للمزاح والسخرية وإطلاق الشائعات، التي قد يصدقها البعض، وقد تتحول لأزمة إذا كانت جرعة الشائعة زائدة عن الحد المقبول، أو تتحول ل"دعابة" يضحك عليها الكثيرون.
بحث الكثيرون عن أصل الشائعة، التي انتشرت في القرن السادس عشر الميلادي، حيث كانت بعض الدول الأوروبية تحتفل بالعام الجديد من 25 مارس وحتى 1 أبريل، بوداع "الشتاء" واستقبال "الربيع"، لكن شارل التاسع ملك فرنسا، غيّر التقويم، ودعا أوروبا للاحتفال بالعام الجديد في أول يناير بدلا من أول أبريل، قبل أن يتراجع عن الفكرة، ويعود للاحتفال بالعام الجديد مطلع أبريل، لكن بعض الناس قالوا إن من تبنى تغيير تاريخ الاحتفال بالعام الجديد، هو البابا جريجوري الثالث عشر، وليس الملك شارل، وقالوا إنه عدّل التقويم ليبدأ العام في 1 يناير وينتهي في 25 ديسمبر، ما دعا بعض الناس للتهكم على من يحتفل بالعام الجديد في مطلع أبريل، ووصفوهم بأنهم يحتفلون ب"كذبة أبريل" وليس "العام الجديد".
غذّت الكذبة وسائل الإعلام، ونشرت فكرة الاحتفال بها بين الناس، حيث بثت قناة سويدية في منتصف القرن الماضي، وكانت تبث برامجها باللونين "الأبيض والأسود"، واحدا من أشهر المقالب الكوميدية على الشاشة، وذلك قبل اختراع التليفزيون الملون، حيث استضافت القناة خبيرا، قال للمشاهدين: "يمكنكم الحصول على صورة ملونة للتلفاز بوضع كيس نايلون على الشاشة"، وهو الأمر الذي صدقه كثيرون وحاولوا تطبيق نصيحته، التي انتهت بالفشل.
أما الكذبة الأشهر على الإطلاق، فكانت الخطأ الذي وقعت فيه وكالة "أسوشيتدبرس" للأنباء، حيث نقلت تقريرا عن أصل "كذبة أبريل"، قدمه أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن جوزيف بوسكن.
ذكر بوسكن، في التقرير الذي نشرته الوكالة، أن "كذبة أبريل" بدأت مطلع القرن الرابع الميلادي في عهد الإمبراطور قسطنطين، موضحا أن قصر الامبراطور كان يعيش به "مهرج" يدعى "كوغل"، قال أمام الامبراطور إن المهرج بإمكانه إدارة شؤون البلاد أفضل من الحاكم، ومن باب التسلية، نصب الامبراطور، المهرج، امبراطورا للبلاد لمدة يوم واحد فقط، يوم 1 أبريل.
أضاف بوسكن في تقريره، أن المهرج كوغل بعد تنصيبه امبراطورا، نشر السخرية والمتعة في أنحاء البلاد، فأُعجب الامبراطور بالفكرة، وأصبحت تقليدا يُحتفي به كل عام، وهو الأمر الذي اكتشفت "أسوشيتد برس" عدم صحته بعد أسابيع، وأدركت أنها كانت ضحية ل"كذبة أبريل"، وأن البروفيسور بوسكن لفق قصة المهرج والامبراطور.
وفي العام 1957، بثت شبكة "بي بي سي" البريطانية، تقريرا أكدت خلاله اكتشاف أشجار "مكرونة اسباجيتي" في سويسرا، وهي الكذبة التي أغضبت البعض، وفي نفس الوقت صدقها كثيرون، وتواصلوا مع القناة للسؤال عن مكان شراء "شتلات الاسباجيتي"، ليكتشفوا في نهاية الأمر أن "شجر المكرونة" ما هو إلا "كذبة أبريل".