عادت الحياة إلى طبيعتها في منطقة أبوهلال، عقب أن سحبت الأجهزة الأمنية بالمنيا قوات الأمن المركزي، بعد أن واصلت تمركزها داخل الحي لمدة ثلاثة أيام، وتحديدا في المنطقة التي شهدت مقتل شهيد الشرطة وأحداث الشغب التي صدرت من قوات الأمن ضد المواطنين. وفي الوقت نفسه، واصلت قوات الأمن إجراء التحريات وتنظيم المأموريات بصورة مكثفة، للتمكن من ضبط مرتكبي الواقعة والخارجين على القانون وحائزي الأسلحة النارية والمواد المخدرة وتجار المخدرات والهاربين من تنفيذ الأحكام. وكشفت المعاينة التي أجرتها النيابة، برئاسة أحمد لطفي، رئيس النيابة، ومساعدة أحمد أبوسحلى، وكيل النيابة، عن تضرر 30 شخصا من أحداث الشغب التي شهدتها المنطقة، عقب وفاة الشهيد وإصابة فرد الشرطة، وأن المضارين مواطنين أبرياء ليسوا أطرافا في الواقعة، وليس لهم علاقة بها من قريب أو بعيد. وكشف الحصر الذي أجرته النيابة بعد انتقالها للمنطقة ومعاينة آثار الحادث أن أحداث الشغب تسببت في إتلاف 15 محلا وحرق أربع دراجات بخارية وهوائية وسيارة ملاكي، وتكسير عدد من مساكن الأهالي وبعثرة محتوياتها. وقررت النيابة استجواب الطفلة المصابة وسؤال عدد من الأهالي المضارين من الأحداث، الذين تقدموا ببلاغات، واستدعاء باقي المضارين الذين لم يتقدموا ببلاغات خوفا من بطش رجال الأمن ليتم سؤالهم. ونفى الدكتور عبده اللبان، مدير المستشفيات الجامعية بالمنيا، خبر وفاة الطفلة مروة عصام محمد أحمد (12 عاما)، المصابة في أحداث الشغب بأبوهلال، وأكد أن المصابة محجوزة بالمستشفى على قيد الحياة، وتتلقى العلاج اللازم وحالتها مستقرة. وكانت المنطقة المحيطة بشارع المجري ومساكن الإيواء بأبوهلال شهدت أحداث شغب، اعتدى فيها أفراد شرطة وعدد من الضباط وقوات الأمن على الأهالي بالمنطقة، وأسفر ذلك عن إصابة الطفلة مروة عصام محمد وعدد من الأهالي بطلقات نارية، وإحداث تلفيات بعدد من المنازل والمركبات، وذلك على خلفية استشهاد معاون المباحث الحسن الشريف أحمد عبدالجواد، الشهير بعمار، وإصابة رقيب الشرطة رجب أحمد إبراهيم. ونظم أفراد الأمن إضرابا لمدة يومين، ثم فضوه عقب تدخل الدكتور مصطفى عيسى، محافظ المنوفية.