يدخل الشرق الأوسط وعلى رأسه إيران مرحلة جديدة من حرب إلكترونية مستعرة تهدد البنية التحتية المعلوماتية لدول عدة بينها مصر وسوريا ولبنان والسودان، ما دعا الأممالمتحدة إلى عزمها إصدار تحذير شديد اللهجة من فيروس تجسس وصف بالأكثر تعقيدا حتى الآن، فيما يرى محللون أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ربما تكونان وراء انتشاره. وصرحت شركة "كاسبر لاب" الروسية المتخصصة في برامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية، بأن فيروس "فليم" يعد البرنامج الأكثر تعقيدا حتى الآن"، مشيرة إلى أنه يتمتع بقوة تزيد 20 مرة عن برنامج "ستكسنت" الذي رصد في 2010، واستخدم ضد البرنامج النووي الإيراني. لكن الاختلاف الكبير بينهما أن "فليم" جرى تصميمه ليتجسس على الأجهزة ويلتقط الأصوات حول أجهزة الكمبيوتر، وليس لتدمير البيانات. ونقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن الشركة القول، إن تكامل أدوات التجسس في "فليم" مذهل؛ حيث إنه يستخدم برامج تسجيل الأصوات ويمكنه أيضا سرقة المعلومات وأخذ لقطات من الرسائل الفورية، وتسجيل ضربات المستخدم على لوحة المفاتيح، فيما يطور صانعوه من تركيبته باستمرار. فيما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن محللين القول، إن إسرائيل والولاياتالمتحدة ربما تكونان وراء البرنامج، استنادا على تصريحات "كاسبرسكي لاب" بأن "فليم" لا يمكن أن يكون صنيعة شركة خاصة أو قراصنة، لأنه شديد التطور لدقة الأماكن الجغرافية التي استهدفها، وأيضا لغة البرمجة غير المعتادة المستخدمة داخله. وكانت تصريحات موشيه يعالون وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية الأكثر إثارة، والذي برر لجوء بلاده لاستخدام الفيروسات القوية مثل "فليم"، لمواجهة التهديد الإيراني، مضيفا أن "من حق أي شخص يعتقد بأن التهديد الإيراني يشكل خطرا كبيرا اتخاذ تدابير مختلفة كتلك لوقفه". ومن جانبه، أعلن مركز التنسيق الإيراني لمكافحة الهجمات المعلوماتية أن طهران تمكنت من إنتاج برنامج مضاد قادر على كشف وتدمير "فليم"، وجاء في بيان للمركز أنه وضع بالفعل في تصرف أجهزة وإدارات. ويعد فيروس "فليم" ثالث "الأسلحة الإلكترونية الكبرى" التي ظهرت للعلن بعد برنامج "ستكسنت" الذي اتهمت إيرانالولاياتالمتحدة وإسرائيل بنشره، وبرنامج سرقة البيانات "دوكو"، والذي جرى اكتشافه السنة الماضية.