أحمد محمد يونس.. طفل انتهى عمره عند ال4 سنوات، بعدما شهدت نهايته مأساة ستظل معلقة في رقبة مسؤولي منظومة الصحة بالإسماعيلية، وحمله والده وعمه إلى مستشفى الصدر، بعد إصابته بضيق شديد في التنفس، واحتياجه للخضوع لجلسة تنفس صناعي بالمستشفى. البداية كانت في تمام الساعة الرابعة والنصف عصر الأربعاء الماضي، توجهت أسرة الطفل إلى المستشفى، إلا أنه لم يكن متواجدًا أي طبيب لإنقاذ "أحمد"، هرول عم الطفل للبحث داخل المستشفى على طبيب أو أحد من التمريض، لكن دون جدوى، ليقطع "أحمد" النفس شيئًا فشيئًا. طالب والد الطفل، إحدى الممرضات المتواجدات بوضع أنبوبة أكسجين تمكنه من التنفس، لكنها رفضت قائلة: "مقدرش.. ده اختصاص أطباء النوبتجية.. ومحدش موجود"، بدأ أهالي الطفل في الإصرار على علاج أحمد وإنقاذ حياته، إلا أنها استدعت أفراد الأمن، وبالفعل تم إخراج أسرة "أحمد" من المستشفى بالقوة، لتنتهي حياته مختنقًا أمام أسوار مستشفى الصدر. والد الطفل: جد أحمد فارق الحياة بعد 3 ساعات من وفاة حفيده محمد يونس، والد الطفل، قال إن شقيقه الذي كان برفقته هو وزوجته سجلوا فيديو شاهد على مأساة ما يقرب من ساعة كاملة في الترجي لإنقاذ عمر أحمد دون جدوى، مشيرًا إلى أنه "لم يهتز قلب أي ممرضة تجاه صراخ والدته، وظل عمال النظافة يقولون لنا (اطلعوا الدور الثاني)، ومن الثاني للدور الثالث، لكن جميع أدوار المستشفى الطويل العريق كانت خاوية تمامًا من الأطباء وطاقم النوبتجية حتى التمريض لم يكن موجودًا بالشكل الكافي، ومن تواجد رفض علاج الطفل، وتم إخراجنا بالعافية عن طريق الأمن ليكون النفس الاخير لأحمد داخل سيارة أجرة استقلناها وكنا نفكر أين نذهب به". والد أحمد يقول إن ابنه كان يعاني من تضخم في الكبد والطحال كان يصيبه بأزمة في التنفس تنتهي بخضوعه لجلسة أكسجين، حالة الإهمال الطبي التي تسببت في مقتل أحمد، تسببت أيضًا في وفاة جده بسبب حسرته على وفاة حفيده، ليفارق الحياة بعد 3 ساعات من معرفته بالأمر، وفقًا ل"محمد"، الذي طالب بتطبيق العقاب حتى لا تضيع الأرواح تلو الأخرى في وقائع مشابهة يكون دائمًا بطلها الإهمال وغياب الضمير. الدكتور محمد أبوسليمان، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، قال إن مدير المستشفى الذي أغفل دوره تمامًا عندما غادر مكتبه وأغلق هاتفه المحمول من الساعة ال3 عصرًا وحتى العاشرة مساءً، هو المسؤول بشكل مباشر عن تلك الواقعة المأساوية التي تسببت في وفاة الطفل، مؤكدًا أن الواقعة تم إحالتها إلى النيابة الإدارية، وإقالة مدير المستشفى من منصبه، وإحالته إلى النيابة العامة للتحقيق في الواقعة. وكيل الصحة يقيل مدير مستشفى الصدر من منصبه.. ومحافظ الإسماعيلية يحيل المسؤولين من أطباء وتمريض للنيابة العامة وأعلن اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، أنه في ظل غياب الضمير والمسؤولية سيظل المواطن هو الضحية، مؤكدًا هو الآخر أن "إقالة الطبيب ليست النهاية ولكن إحالته للنيابة العامة هو وطاقم الأطباء والتمريض المنوطين بالعمل في تلك الفترة داخل المستشفى". فيما أمر المحامي العام بالإسماعيلية، المستشار إسلام حمزة، بمثول مدير المستشفى للتحقيقات اليوم، على أن يتم استدعاء أهل الطفل والاستماع إلى اقوالهم، وتحريز مقطع الفيديو لتفريغه، وثبوت ما به من وقائع، بجانب استدعاء جميع طاقم الأطباء والتمريض داخل المستشفى للاستماع إلى أقوالهم. نيابة الإسماعيلية تبدأ التحقيق باستدعاء أهل الطفل وجميع طاقم الأطباء والتمريض ومعاينة مستشفى الصدر ومن المقرر أن ينتقل بعد قليل، فريق من النيابة العامة إلى المستشفى للمعاينة، ومعرفة الوضع الطبي على الطبيعة، كما سيتم عمل اجتماع طارئ من قبل المحافظ ووكيل وزارة الصحة بالمستشفى والمدير الجديد، لوضع خطة العمل بشكل عام داخل مستشفى الصدر ومستشفيات القطاع الصحي بالمحافظة.