سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثورة أفراد الشرطة بالمنيا تفتك بالأبرياء بدلا من البلطجية صاحب محل: الأمن اقتحم منازلنا وترك الجناة الحقيقيين.. وعامل: سحلنا واستبيحت حرمات منازلنا بلا ذنب
ثورة أفراد الشرطة بالمنيا على بلطجية العشوائيات أخطأت مرماها الحقيقى، ودفع الأبرياء وحدهم ثمن غضبة الأمن، التى اجتاحت مساكن الإيواء بحى أبوهلال الشعبى، جنوبالمدينة، عقب استشهاد النقيب الحسن الشريف أحمد عبدالجواد «24 سنة»، معاون مباحث بندر المنيا، الذى لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجروحه، بعد إصابته أثناء تدخله لفض مشاجرة بين عائلتين من أشهر عائلات المنيا احترافاً للبلطجة. يقول جابر عيد عبدالحكيم «عامل» مقيم بمساكن الإيواء، استيقظت فى الصباح على صراخ الأطفال والنساء، وعندما خرجت إلى شارع السلخانة، وجدت كتائب من رجال الشرطة يحملون السلاح ويجتاحون البشر ويعتدون على الصغير قبل الكبير، بدون ذنب وفجأة وجدت النيران تشتعل فى دراجتى البخارية ودراجة شقيقى، رغم أننى لم أسدد أقساطها حتى الآن، واكتشفت أننى أعاقب لأننى أعيش فى هذا الحى المظلوم. وتساءل: «أريد أن أواجه وزير الداخلية لأعرف ما اقترفته أيدينا من إثم، حتى نسحل ونعذب على يد أفراد شرطته، الذين حاصرونا وفرضوا علينا حظر تجوال، واستباحوا حرمات منازلنا». ويقول حمادة سيد أحمد «عاطل»: «شعرت أننا نعيش فى زمن الرق والاستعباد، حيث إننى استيقظت الساعة التاسعة صباحاً لأعد الحلوى لبيعها وعرضها بفاترينة صغيرة، ففوجئت بأسراب من أفراد وضباط الشرطة يتدفقون على الحى، ويهاجموننا، فتحولت الفاترينة إلى كوم قش، وعندما سألتهم أمطرونى بوابل من الشتائم. يقول عصام محمد أحمد «47 سنة» والد الطفلة مروة «8 سنوات» التى أصيبت فى الاشتباكات بين الشرطة وأفراد الحى: «تعرضنا لحرب إبادة جماعية، والسبب أننا نعيش فى منطقة شعبية، ولم تقترف ذنباً غير أن المسئولين تركوها تغرق فى الفقر والمرض والأمية». وأضاف بقوله: «ابنتى التى ترقد فى قسم العناية المركزة بالمستشفى بين الحياة والموت لم تكن طرفاً فى المشاجرة التى استشهد فيها ضابط الشرطة، ورغم ذلك دفعت ثمن براءتها غالياً، حيث أصيبت بطلق نارى بالقدم عندما خرجت من المنزل لتستدعى شقيقها أحمد من الشارع، خوفاً من تعرضه لأى مكروه». وتساءل: «أقول لمدير أمن المنيا والضباط، هل ارتاحت ضمائركم عندما انتقمتم من الغلابة والفقراء والأبرياء والأطفال وتركتم الجناة الحقيقيين؟». يقول مصطفى محمد عبدالسلام «40 سنة - نقاش»: «وجدت العشرات من أفراد الشرطة يقتحمون منزلى حاملين العصى والشوم، واعتدوا علىّ بالضرب المبرح، وكسروا أنفى، فتوجهت للمستشفى تاركاً أطفالى الأربعة وزوجتى فى حالة من الرعب والهلع، وفى المستشفى رفض الجميع أن يحرروا محضراً بالواقعة، فقلت حسبى الله ونعم الوكيل». غردقة جمال خليل «46 سنة - أرملة»، تقول: «أفراد الشرطة اقتحموا منزلى، وحاولوا نزع النقاب من على وجهى، رغم أن المشاجرة التى وقعت بين العائلتين تبعد عن المنطقة حوالى 500 متر، وأبنائى الثلاثة أصيبوا بالرعب، وظلوا يبكون ويتوسلون لرجال الأمن الذين حاولوا الاعتداء علىّ بالضرب، وكانوا أيضاً يلقون بأثاثات المنزل من الشرفات، وأشعلوا النيران فى الدراجات البخارية، والأكشاك الموجودة بالشارع ثم انصرفوا». وقالت صفاء عاشور «ربة منزل»: «زوجى يعمل شيال، وتركنى بمفردى فى الصباح الباكر، وتوجه إلى عمله، وبعدها بدأ أفراد الشرطة يتوافدون على المنطقة، وفجأة اقتحموا منزلى، وحطموا وبعثروا جميع محتوياته على الأرض، وتعاملوا معنا بشكل سيئ وقاسٍ، رغم أننا لسنا طرفاً فى المشاجرة». ويقول فوزى حسنى «صاحب سوبر ماركت»: «عشنا يوماً من أيام سوريا، وتم الاعتداء على الكبار والصغار، فبينما كنت أقف بمحلى طلب منى العشرات من أفراد الشرطة إغلاقه ثم وجدتهم فجأة يبعثرون كل محتوياته ويعتدون علىّ بالضرب». أحمد إبراهيم، «صاحب مطعم»، قال: «أفراد الشرطة انتقموا من المظلوم وتركوا الظالم الحقيقى، وكانوا يسحبون أسلحتهم على النساء فى واقعة لم تحدث أيام الاحتلال». وأضاف أحمد فتحى «21 سنة - سمكرى»، قائلاً: «استيقظت فى تمام الساعة العاشرة على صراخ أمى التى تبيع الخضراوات والفاكهة، فهرولت إليها ووجدتها تبكى بحرقة بجوار ما تبيعه بعد أن بعثروه، ولم يكتفوا بهذا بل اعتدوا عليها بالسب والضرب وتركوها وانصرفوا». عبد الرحمن محمود «17 سنة» قال: «أنا طالب بالصف الثالث الثانوى، وأعمل بمكتبة لؤلؤة البحر، وفى الصباح الباكر فوجئت بأفراد الشرطة يهاجمون المكتبة ويعتدون علىّ بالضرب، بعد أن سلحونى ومزقوا ملابسى وبعثروا كل محتويات المكتبة وحطموا زجاجها، وحاولوا إضرام النيران بها، وتعاملوا معى وكأننى بلطجى أو همجى رغم أننى حاصل على مجموع 96.5% فى الصف الثانى الثانوى». وقالت سعدية محمود «58 سنة - ربة منزل»: «اقتحموا منزل ابنى الوحيد خالد ضاحى كامل، 40 سنة، عامل خرسانة، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وروعوا زوجته وأطفاله، فاستنجدت بالجيران، فاكتشفت أنهم اقتحموا منازلهم أيضاً». وأكد عمرو نورالدين «25 سنة - نجار» أنه أثناء توجهه إلى عمله استوقفه أفراد الشرطة والمخبرون، الذين كانوا يرتدون ملابس «ميرى وملكى»، ووبخوه وقالوا له «هنعلمكم الأدب». من جانبها استنكرت الجماعة الإسلامية، الهجمة غير المبررة التى شنتها قوات الأمن على أهالى منطقة أبوهلال، والتى أدت إلى إصابة 3 أشخاص لا دخل لهم بالحادث وحرق 5 منازل. وقالت «الجماعة» فى بيان لها: «كنا ننادى كثيراً بالتصدى لأعمال البلطجة، ولكن ليس معنى ذلك أن تواجه بطرق غير مشروعة يعتدى فيها على الأبرياء، أو يؤخذ برىء بذنب مجرم». الشرطة بدورها دافعت عن نفسها، وقال بيان للمركز الإعلامى للوزارة، إن مصرع الضابط هو من دفع أفراد الشرطة لمحاولة الانتقام من البلطجية. وطالب أحمد إسماعيل «أمين شرطة» بضرورة عودة تطبيق قانون الطوارئ فى البلاد، حتى يتمكن رجل الشرطة من ممارسة مهام عمله، وعدم تهديد حياته بالخطر. وقال إن استشهاد ضابط الشرطة ليس بسبب نقص فى الأسلحة أو الذخيرة، وإنما بسبب إلغاء قانون الطوارئ، موضحاً أن المتهمين بقتل الضابط من ضمن المعتقلين الجنائنيين والمسجلين خطراً الذين خرجوا عقب إلغاء القانون. وأشار الرائد علاء جلال، رئيس المباحث، إلى أن الشهيد الملازم أول الحسن الشريف أحمد عبدالجواد، الشهير بعمار «25 سنة»، كان مثالاً يحتذى به فى الجد فى العمل، وقال: لو كان أى ضابط مكانه لامتنع عن الذهاب حتى تنتهى المشاجرة، لكنه أصر على التوجه ليصاب بالرصاص الآلى وينال «الشهادة». وأضاف أن الشهيد قال لوالدته منذ يومين: «نفسى أموت شهيد»، وكأنه كان يتقدم ويسعى لينال الشهادة ويكتب عند ربه من الشهداء والصديقين. وأوضح النقيب محمد رشدى «معاون مباحث» أن الشهيد قال له عبارة لن ينساها وهى أنه يحب أن يعمل باستمرار داخل منطقة أبوهلال (المنطقة التى استشهد فيها) لأنها، على حد قوله، من أكثر المناطق التى تمثل قلقاً للقسم، وتحتاج مجهوداً كبيراً. وقال الرائد أحمد صلاح «رئيس مباحث» إن الشهيد يحظى بحب وقبول الجميع هناك، وإن العديد من الفقراء يتلهفون لعودته لما يقدمه لهم من إحسان. وأكد أحمد نشأت «مفتش مباحث» والنقيب محمد الموجى أنه كان متديناً إلى أقصى حد، ويتعامل برفق ولين مع جميع زملائه. وأشار عربى عبدالفتاح على «58 سنة - خفير بالمباحث»، إلى تواضع الشهيد الشديد فى التعامل معه ومع جميع زملائه، وقال: لم أتذكر أنه نادنى مرة واحدة بدون لقب فكان دائماً يقول لى «يا عم عربى»، وقبل أن يطلب منى طلباً يقول لى «لو سمحت» بصوت هادئ وبمنتهى الذوق. من جانبها، باشرت نيابة قسم شرطة المنيا، برئاسة المستشار أحمد لطفى، التحقيق فى واقعتى استشهاد الملازم أول الحسن الشريف أحمد الشهير بعمار، وأحداث الشغب التى وقعت من أفراد الشرطة تجاه المواطنين عقب وفاته. وقررت النيابة استدعاء 5 أفراد شرطة (رقباء) الذين خرجوا المأمورية بصحبة الشهيد والمصاب، وطلب كل من أوراق علاج الشهيد (التشريح) لتحديد مكان الطلقات، وتحريات إدارة البحث الجنائى بمديرية الأمن، وعرض المصاب على الطب الشرعى فور تماثله للشفاء. واستمعت النيابة لسؤال رجب أحمد إبراهيم «41 سنة» رقيب الشرطة المصاب الذى أكد أن اثنين مجهولين أطلقا عليهما النيران أثناء ذهابهما لمنزل العائلتين طرفى المشاجرة عقب انتهائها. كما قررت النيابة فى واقعة أحداث الشغب التى شهدتها منطقة أبوهلال والتى قامت بها قوات الأمن تجاه المواطنين عمل المعاينة اللازمة للمنازل التى شهدت الحريق، واستدعاء الشهود والمصابين للاستماع لأقوالهم.